التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:08 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| وزير الخارجية العراقي: العدو واحد والجبهات متعددة

أكد وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، أن العراق ليس لديه مليشيات شيعية تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وأن ما لدى العراق هو قوات الحشد الشعبي الذين يتطوعون تحت قيادة القوات المسلحة العراقية.


وأضاف الجعفري في لقائه مع "دوت مصر": "لدينا حرس وطني، وبشمركة وهذه كلها تقاتل تحت الراية الوطنية العراقية وهي القوات المسلحة العراقية، والحقيقة فإن الطرف المعادي ينسج مصطلحات من شأنها أن تعزل وتشكك في المبادرات التي تتم، فمن يقاتلنا بالسلاح والتفجيرات، يقاتلنا أيضا بالإعلام والـ"فيس بوك" وغير ذلك فالعدو واحد والجبهات متعددة".


ونفى الجعفري أي صفة للطائفية في الحرب الدائرة على تنظيم داعش الإرهابي، لافتا إلى أن المرجعية الدينية لعبت دورا هاما في ذلك حيث أكدت ضرورة أن يكون الانضمام تحت لواء القوات المسلحة ووجهت خطابها لكل أبناء العراق دون أن تخصص شيعة أو سنة.


وأوضح قائلا: "العشائر العراقية استجابت للدعوة وتحركت لتحفظ أمنها، أما ما يقال عن وجود مليشيات شيعية وسنية فهذا كلام عار من الصحة، والآن المحافظات المسلوبة هي محافظات سنية، فالموصل أكبر مدينة سنية في العراق، والأنبار وصلاح الدين كذلك، والجميع يتعاون في إخراج هذا العدوان منها". 


وحول ما يروج من إمكانية انضمام العشائر السنية لداعش قال: "بالعكس العشائر السنية شعرت بالضرر الذي أصابها لذلك انخرطت مع القوات المسلحة، ولعبت الآن دورا في تحرير صلاح الدين، ومنطقة العلم، ومعركة الضلوعية".  


وتابع: "داعش أساءت للسنة في الموصل، وبعثت رسالة سلبية بدعوى الدفاع عن السنة والسنة منهم براء، كما أنها تقاتل باسم الإسلام والإسلام منهم براء أيضا، فالإسلام لم يجيز حرق الإنسان حيا، كما جرى مع الطيار الأردني "معاذ الكساسبة"، وكذلك ما جرى مع المصريين الـ21 الذين تم ذبحهم في ليبيا، فليس هذا ليس من الإسلام الذي يقول بأنه لايجوز التمثيل حتى في الكلب العقور".


وقال الجعفري إن مايجري في العراق الآن هو أشبه بحرب الثلاثين عام والتي جرت في ألمانيا في القرن السابع عشر، مضيفا: "عادة الإرهاب ينتشر في المجتمعات متعددة التكوين  ليجد له فجوة، ويضرب مكون بآخر، وهذه ظاهرة تكررت في التاريخ، وأذكر هنا القرن السابع عشر  في 1618 حتى 1648 حيث الحرب الألمانية - الألمانية والتي كانت بين البروتوستانت والكاثوليك، حرب الثلاثين عام، وانتقلت إلى الدول الاسكندنافية، في العراق الحالة متجانسة".


وأضاف: "وأود أن أشير إلى أن الزيجات العراقية بين السنة والشيعة 26.9%، فواحد من كل أربع عراقييين أبواه أحدهما سني والآخر شيعي، ولم تكن هناك مشكله فيما بين الجانبين، إلا أنهم حاولوا بث خطاب استفزازي سني لضرب السنة وشيعي لضرب الشيعة".


وحول قوات التحالف ودورها والحديث عن قوات عسكرية على الأرض، أكد الوزير العراقي أن قوات التحالف الدولي ليست موجودة على الأرض، وأن العراق يرفض وجود أية قوات على أراضيه بل ويرفض أن تعاد الكرة مرة أخرى في العراق، موضحا: "ونحن اشترطنا أن يكون هناك غطاء جوي وتأخذ إذنا وما من طائرات تطير إلا بتنسيق من القوات المسلحة على أن تستهدف قوات داعش وتتجنب الأهداف المدنية ولا تتدخل فيها".


واستطرد قائلا: "وجاءت الحاجة لذلك عندما تهدد أمن البلد كان من الطبيعي أن تستنجد وتعتمد على دول عربية وغير عربية، إسلامية وغير إسلامية من أجل أن نرد عن بلدنا غائلة الدمار والتمزق مباشرة وهذا طبيعي جدا، وإلا فماذا كان يتوقع عندما تنهار بلد بهذه السرعة، فالموصل ذهبت في أيدي التنظيم، وكذلك صلاح الدين والأنبار كانت على وشك ذلك".


وفيما يتعلق بالوضع الحالي أكد الجعفري أن الوضع الآن في تحسن، حيث تقهقر وتراجع تواجد التنظيم في العراق عما كان من قبل ستة أشهر، حيث كانوا في ذلك التوقيت قد وصلوا إلى جرف الصخر  بين الحلة وكربلاء، وكانوا في ديالا، وإلى سامراء في منطقة الاسحاقية، لكن التراجع الآن مستمر، آخره أمس في تكريت التقدم مستمر، وستكون الجولة النهائية، معركة المصير في الموصل.