التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 02:25 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| مزلقانات دمياط.. "الطريق للموت السريع"

"أهالي يتجمعون حول أشلاء متناثرة لشخص قاده القدر بدعم من الإهمال لينضم لقائمة طويلة من ضحايا حوادث القطارات".. مشهد دامي يتكرر بصفة دورية، تثور له الدنيا أياما ثم تهدأ لتفسح المجال لمشهد أكثر دموية.


محافظة دمياط ليست الوحيدة التي تعاني من حوادث القطارات المتكررة، إلا أن بعض المزلقانات بها ترفع شعارا موحدا وهو :"طريقك للموت السريع"، فيما ترفع آخرى شعار :"طريقك إلى الجنة يبدأ من هنا".


"مهرجان حصد الأرواح" يشهد إقبالا متزايدا ممن قادهم حظهم العاثر للمرور  عبر قضبان السكك الحديدية، خاصة في فترة المدارس. 


و رغم أن المحافظة قد أعلنت عام 2012، إنشاء 21 مطبا على مزلقانات السكة الحديد، فى مناطق كفر سليمان، وطريق كحيل، وكفر البطيخ، واللضامين، ومحطة السوالم، ومقطع كفر سعد البلد، وميت أبوغالب، وعزبة البساطى، وطريق الهاويس، والمطحن بالسنانية، إلا أن المواطن الذي مات دهسا، حتما لم يشعر بالفرق.


وتعانى معظم مزلقانات السكك الحديدية في دمياط، من مشاكل كثيرة، خاصة أنها تعمل بشكل بدائى يعتمد على الشادوف والسلاسل الميكانيكية.



مدير مدرسة بمنطقة السنانية، يُدعى عصام حنيجل، يقول إن معظم  مزلقانات تحتوي على الأجراس التى تحذر من اقتراب القطار، بجانب عدم وجود إضاءة كافية لتنير الطريق أمام السيارات وهى تعبر المزلقان ليلاً. 


وذكًر بعدد من الضحايا التي وقعت على المزلقانات، بينهم الطفل أحمد السيد من قرية السنانية التابعة لمركز دمياط، الذي لقي مصرعه تحت عجلات القطار القادم من القاهرة عند مزلقان هويس، وكذلك حسن عبدالعاطى  27 سنة، عامل بمجال البناء والتشييد، الذي لقي مصرعه بمنطقة الشعراء، بقرية السنانية، بمركز دمياط، بعد أن صدمه القطار القادم من المنصورة.


من جانبه، قال رئيس منطقة سكك حديد دمياط،  محسن الخياط، إن جميع المزلقانات الواقعة ضمن نطاق المحافظة مدرجة ضمن خطة التطوير فى مرحلتها الثالثة، مشيرا إلى أنه تقرر وقف عملية التطوير مؤقتا لحين تنفيذ خطة ازدواج خط دمياط - المنصورة.


ويضيف أن تكلفة تطوير المزلقان الواحد تقترب من مليونى جنيه، لافتا إلى أن المزلقانات الحالية يجري متابعتها، حيث أنها بحاجة فقط لرفع كفاءة الآداء بها، مع مراجعة عناصر الأمان البشرية، ووضع الاحتياطات الكفيلة بجعل حركة القطارات سلسة وآمنة.


ويوضح أنه تم تطوير مزلقانى هويس دمياط، ودمياط الخارجى من ناحية الطريق الدولى، مشيرا إلى أنه تم إنجاز الأعمال المدنية ولم يتبق سوى تركيب الأبواب الإلكترونية. 



محمد عبد اللطيف، فني مزلقان هويس دمياط يقول :"أنا متزوج ولدى طفلين أعمل يوم كامل وأرتاح يومين وأتقاضى راتبا ضعيفا لا يكفي لأداء متطلبات المعيشة".


ويضيف "مسئول المزلقان مطالب طوال فترة عمله أن يكون يقظا، إلا أن الظروف التي نعمل بها ليست كافية لمتطلبات الوظيفة، حيث أن حجرة مسئول المزلقان متواضعة ومساحتها 120سم × 2 متر، وهي المكان الذي يقضي به فترة عمله الطويلة، والتي تبدأ في السادسة صباحا حتى فجر اليوم التالي.


ويتابع :" يوجد بدمياط 12 مزلقان يعمل بها 33 خفير وفنى مزلقان، مطالبا بعمل مزلقانات إلكترونية تحوي أعلي احتياطات الآمان التي تمنع الحوادث وتحمي الأرواح".


وشكا من تعطل أجراس الإنذار أثناء قدوم القطارات في بعض الحالات، مما يجعله يعتمد على تحذيرات الزملاء في المزلقانات الآخرى عن طريق التليفون الأرضى أو المحمول.