التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:09 م , بتوقيت القاهرة

بن لادن ..فارس الأحلام

 


على حصانه الأبيض انتظرته ليأتي، فارس كما تخيلته، سنوات احتفظت باسمه محفورا داخل قلبها، وأحاطته بسياج من السرية، لم تبح "فاطمة" الفتاه العشرينية بالسر لأحد، لكن بعد سنوات وبعد أن ذهب بريق الحب الأول الخيالي، باحت بسرها لصديقتها لتعلن أنها كانت تعشق "أسامة".


لم يكن معشوها "أسامة منير" كأغلب فتيات عمرها، بل كان "أسامة" من نوع اخر، فقد وقعت في غرام "أسامة بن لادن" زعيم تنظيم القاعدة، رأت فيه بأنه "رجل الأمة"، و"قاهر الظلم والعدوان".


"إرهابي، قاتل، همجي، دموي" أوصاف اجتمعت عليها الفتيات عند سؤالهن عن "بن لادن" بعكس "فاطمة"، لكن لم تكن الفتاة العشرينية وحيدة فالكاتبة الكويتية خلود الخميس تشاركها هذا الشغف.


ففي مقال وصف "بالصادم" كتبت في صحيفة القبس الكويتية بعد يومان من مقتل بن لادن، مقال معنون "آآآآآه لو كنت زوجته" للتسأل في المقال "كيف ستكون الحياة مع بن لادن".


تصف نفسها في المقال بالمرأة التي حلمت أن تتزوجه، وتقول عنه "أسامة ظل مرآتي الآتي سحرا من تورا بورا"، تمنت أن تكون "سيدة المقعد الشاغر بين حريم الخليفة"..لتستكمل "عندما تحينُ ليلتي أحظى بغسل لحيته المهيبة..لأحتضن جلبابه الملطخ بدم الشهادة".


يؤلمها أنه قد مات قبل أن تحقق أمنيتها وتختتم مقالها لتقول "إن لم أحظ بشرف الانتماء للقبك في الدنيا..وعداً سأراك هناك، فإلى الملتقى زوج أحلامي المنتظر"


واذا كانت "خلود" عربية عشقت بن لادن، فالنجمة الهولندية جورجينا فيربان معشوقة الشباب الهولندي، تري بن لادن "رائع بلحيته الكثيفة وعيونه "الحلوه جدا""، لكن بعدما أثارت تصريحاتها السابقة لرويترز استياء العديدين عادت لتقول "هو رجل يبدو لطيفا مقارنة بوحشيته".



"حبي لك لا مثيل له" فضلت أن تعلن سامانثا لوثويت البريطانية عن حبها لبن لادن بقصيدة، لوثويت أو شريفة بعد إعلان إسلامها معروفة بلقب "الأرملة البيضاء"وهي المطلوبة رقم 1 في العالم من المخابرات الأميركية والسكوتلانديارد البريطاني والإنتربول الدولي والمخابرات الكينية والصومالية.


تزوجت لوثويت من الانتحاري جيرمين ليندسي الذي فجر نفسه في قطارات لندن في 7 يوليو 2005، لم تتزوج أسامة لكنها تزوجت من البريطاني خبير صناعة القنابل، حبيب صالح الغني، الذي كان يلقب بأسامة تيمنا ببن لادن.


تحب لوثويت أسامة حبا مختلفا، فهو لها الأب والأخ والقدوة تري كما تقول في شعرها ان كل ما قام به كان من اجل الله، وتدعو كل مسلم إلى الاستماع إلى "كلمات معشوقنا الشيخ" –كما تقول-.



توضح هبه العيسوي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، البروفيل النفسي للمرأة التي تعتبر أسامة بن لادن "فارس الأحلام"، فتقول "من تحب بن لادن بكل ما فيه من عنف وإرهاب تعتبر من الشخصيات المضادة للمجتمع".


تصف هذه المرأة بأنها عادة ما تنتحل كل ما هو متاح لتحصل على ما تريد، تصل إلى ما تريد مهما كان المقابل، حتي لو اضطرت للقتل، فهي تحرص على بلوغ هدفها بأي ثمن.


تتأثر هذه الشخصية –بحسب العيسوي- بالصورة المجتمعية التي تعتبر أن القوة تسود خصوصا في المجتمعات التي تعاني من الضعف، عندما تجد أن القوة الفكرية غير مؤثرة، بينما القتل والعنف مؤثر.


ما يلفت نظر أستاذ الطب النفسي هو كسر حاجز الحياء الاجتماعي من خلال الجهر بحب إرهابي وهو ناتج وبشكل عام عن فهم خاطئ للحرية.