فيديو| "رد الروح".. قرن من الزمن تتحمل همّ أبنائها بسوهاج
اختلفت "رد الروح" مع أحفادها حول عمرها الحقيقي، فبينما تقول هي إن عمرها 100 عام، فإن أحفادها يذكرون أنها تخطت الـ110 سنة، ولكن المؤكد في الأمر أنها عاشت أكثر من قرن من الزمان.
في بيت بُني من الطوب والطين، تعيش "رد الروح"، في قرية نجع العرب بأم دومة التابعة لمركز طما بسوهاج، وعلى "مصطبة" من الطين تجلس تستقبل زوارها لتناقش مشاكل أبنائهم، وتطرح حلولا لهم، وتسدي إليهم النصح.
دلتنا جمعية عثمان بن عفان الخيرية، التي تساهم في رعاية العشرات من الأسر في هذه المنطقة الواقعة في حضن الجبل الغربي بسوهاج، على حياة "رد الروح"، التي فقدت زوجها وولدها الوحيد، وتبقى لها بنتين وأحفاد من أبنائها الثلاثة، تعرف أسمائهم جيدا، ولكنها لا تعرف أسماء أحفاد أبنائها.
قالت "رد الروح" لـ"دوت مصر"، إنها تخطت قرنا من الزمن، عاشت تفضل الوحدة عن مخالطة الناس، والكلام فيما لا يفيد، رفضت الدخول في كلام ليس له قيمة مع الرجال والنساء، ذكر الله هو ونيسها، و"لا إله إلا الله وسبحان الله له الملك وله الحمد" سلواها، تُرتل ما تبقى في ذاكرتها من آيات القرآن الكريم، والراديو مطلبها لتستمع للشيخ محمد رفعت.
"رد الروح" تجلس تستقبل ضيوفها، تسألهم عن أحوالهم وأحوال أبنائهم وأحفادهم، تعرف أن هناك مشكلة في الحصول على عمل خلال هذه الأيام، تنصح الآباء بمساعدة أبنائهم لتكوين أسرة، وألا ينتظروا الوظيفة، وأن يسعون لكسب رزقهم من أي عمل شريف.
عبرت "رد الروح" لـ"دوت مصر"، عن رغبات الآباء الأمهات بقريتها، في تزويج أبنائهم، وتناشد الجمعيات الخيرية بالمساهمة في تزويج المحتاجين لإدخال السعادة على الفقراء.
رفضت السيدة العجوز ثلاجة خوفا عليها من السرقة، لأنها تعجز عن رؤية ومنع من يسرقها، قائلة: "اعطوها لحد نفسه يتجوز".
وتتذكر "رد الروح" إنه في زمنها كانت الزراعة في الحقول سبب السعادة للبنات والشباب حيث كانوا ينتظرون القطن والقمح لإتمام الزواج، فالأغنياء يبيعون المحصول، والفقراء يعملون في جمع المحصول والحصاد، في إشارة إلى أن الجميع يستفيد.