الترامادول.. من "الربع" إلى "الأوفر دوز"
يبدأ تأثير "الترامادول" كعقار مسكن، ويستخدم بشكل علاجي لتخفيف الآلام المتوسطة والشديدة تحت الإشراف الطبي المباشر، وغالبا ما يلجأ الأطباء إليه بصورة مؤقتة وقصيرة قدر الإمكان.
يعمل الترامادول بآلية مشابهة لآلية المورفين؛ حيث يقوم بغلق نفس المستقبلات العصبية المركزية التي يعمل عليها المورفين، هذه المستقبلات هي المسؤولة عن توصيل إحساس الألم للجهاز العصبي المركزي؛ لذا فإن غلقها يؤدي إلى تأثير قوي في تسكين الألم.
يمكن أن يحدث إدمان على الترامادول مع الاستعمال لفترات طويلة؛ مثل أغلبية الأدوية المسكنة القوية لذا فإنه من ضمن أدوية جدول المخدرات ولا يتم صرفه إلا بروشتة طبية خاصة ومختومة من طبيب معالج لمرة واحدة، ويجب الحصول على روشتة جديدة في كل مرة لصرف الدواء.
يبدأ المريض تعاطي الترمادول بنسبة قليلة تقتصر على ربع قرص، ثم يحتاج جسم الشخص لجرعة أكبر منه فيبدأ بمضاعفة جرعته اليومية بعد شهر إلى نصف قرص، ووفقا لآراء الصيادلة فقد يصل البعض لتعاطي أعداد كبيرة من الأقراص يوميا لعدة أسباب منها الحصول على طاقة زائدة، وللمساعدة على الاستيقاظ لساعات طويلة.
ووفقا لرواية أحد الصيادلة فأعداد ربات البيوت المقبلين على تناول الترامادول ازدادت في الآونة الأخيرة.
قد يصيب الترامادول المريض إذا كان يعاني منذ البداية من مرض ما، فيسبب الترامادول الفشل الكلوي لمريض الكبد، ويصاحب ذلك الشعور بالقيء والغثيان.
تبدأ الأعراض الجانبية تظهر بشكل قوي على الشخص المتعاطي للترامادول بمرور 3 أيام فقط على توقفه عن التعاطي وتبدأ الدوخة - الشعور بالإرهاق والخمول، الرغبة في النعاس، اضطرابات النوم، خاصة الأرق، العصبية الزائدة والسلوك العنيف، وجود رعشة لا إرادية في بعض أجزاء الجسم، عسر الهضم، الغثيان والقيء، اضطرابات الأمعاء خاصة الإمساك، فقدان الشهية، جفاف الفم والشعور بالعطش.
ووفقا لحالة المتعاطي تتطور الآثار الجانبية للإقلاع عن الترامادول وتصل إلى التشنجات، وفقدان الوعي، عدم القدرة على التنفس- فقدان التناسق العصبي الحركي للجسم- الهلاوس - السلوك العنيف - تسارع نبضات القلب.
يحتاج متعاطي الترامادول مع مرور الوقت لزيادة الجرعة المتناولة بشكل يومي، وتؤدي الجرعة الزائدة من الترامادول إلى فقدان الوعي، فشل تنفسي، وفي حالة عدم وصول المدمن للمستشفى في وقت سريع فقد تحدث وفاة.