التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:51 م , بتوقيت القاهرة

"الإفتاء": زواج "الدواعش" عبر الفيديو كونفرانس باطل

أعلن مرصد فتاوى التكفير والآراء الشاذة بدار الإفتاء المصرية متابعته  دعوات أطلقها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عبر مواقعهم الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، وجهوا خلالها الفتيات الراغبات الالتحاق بهن إمكانية تحقيق الزواج بعناصر متطرفة تابعة لهم عن طريق "الفيديو كونفرانس"، تمهيدا لسفرهم إلى مناطق تواجد التنظيم الإرهابي.


أكد مرصد الإفتاء، في بيان له اليوم الأربعاء، أنه عرض الموضوع على أمانة الفتوى، التي أكدت أن الزواج لا ينعقد بطريق الفيديو كونفرانس، لما يكتنفه الكثير من أوجه العيوب التي يتعيب بها العقد، ما يتصل بمبدأ الرضا على وجهه الحقيقي الذي دلت عليه نصوص الشرع، فضلا عن حضور الشهود ومعاينتهم لكل مقومات العقد.


أوضحت الدار، في أحدث فتاويها، أن عقد الزواج الصحيح له شروط يجب أن تتوافر عند عقده، والأصل في عقد الزواج أنه يتم بالصورة المعتادة من حضور طرفي العقد أو من يوكل عنهما، وإجراء الصيغة في حضور شاهدين في مجلس واحد، لقول النبي، صلى الله عليه وآله وسلم: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل".


أضافت دار الإفتاء أن ما يتم من سماع الشهود لصيغة العقد بين طرفيه في هذه الوسائل الحديثة كالهاتف وبرامج المحادثة عبر شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" فلا عبرة به، لأن الأصوات قد تختلط، وهذا لا يُكتفى به في عقد النكاح، لأن القاعدة الفقهية تقول: "يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في الأموال".


وذكرت الفتوى أن الشافعية يشترطون - في معتمد مذهبهم- في شاهدي النكاح أن يكونا صحيحي النظر مبصرين ولا يكتفون بسماعهما فقط.


وشددت فتوى دار الإفتاء  أنه لا يعتد  بما يحصل من مشاهدة الصور مع الصوت، الذي صار أمرا ممكنا، سواء عن طريق الهواتف أو عبر برامج المحادثة عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، مؤكدة أن تحقق هذا الأمر قائم على الظن وليس أمرا قطعيا، كما أنه قد يدخله التزييف والتدليس عبر البرامج المختلفة التي تسطيع التغيير والتحريف في الأصوات والصور والفيديو، والقاعدة الفقهية تقول: "يحتاط في الفروج ما لا يحتاط في غيرها، فلا يجوز لنا أن نُحِلَّ شيئًا منها بالظن"، وذلك سدًا للذراع، وما قد يحدث من مفاسد جراء إباحة هذا الأمر.


وحذرت دار الإفتاء في فتواها الفتيات من الاستجابة لتلك الدعوات المخالفة للشريعة، والتي ستجر عليهم الكثير من الويلات، وتدخلهم دائرة التطرف والإرهاب عبر زواج غير شرعي لا يرضاه الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.