"القاعدة" لـ"داعش": ذنب الإيزيديات سيطول نساءكم
بالرغم من أن تنظيم القاعدة خالف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في بعض الأمور، وأفتت اللجنة الشرعية بمنبر التوحيد والجهاد التابع لتنظيم القاعدة في مطلع العام الماضي بعدم جواز الانضمام إلى "داعش"، متهمة إياه بـ"الغلو وتكفير المسلمين دون وقوع الحجة"، إلا أن إخوة "الدم والإرهاب" بين التنظيمين، لم تمنع الشقيق الأكبر، "تنظيم القاعدة"، من توجيه نصائحه المتتالية إلى "داعش"، حتى لا يتم التنكيل به والقضاء عليه.
نساؤهم نساؤنا
لم يمنع شنآن أو حقد "جماعة الدولة"، كما يسميها القاعدة من إعطاء النصح لحفظ أعراض تنظيم "داعش"، فأعلن عضو اللجنة الشرعية بتنظيم داعش أبو العز النجدي أن "نساءهم وبناتهم أخوات لنا نغار على أعراضهن ونتأذى لأي أذى يصيبهن، ولا يعرف إسلامه حق المعرفة من لم يهتم بأمر المسلمين".
وسبب هذه النصيحة أن الشيخ أبو محمد المقدسي المنظر الجهادي الشهير، أخبر المقربين منه أن قوات الجيش العراقي والتحالف الدولي تعد العدة وتتأهب لشن هجومها على الموصل في شهر أبريل المقبل.
ذنب الإيزيديات
في الفتوى التي نشرها تنظيم القاعدة نهاية فبراير الماضي، عبر موقعه، قال أبو العز النجدي إنه "معلوم أن جنود الدولة ارتكبوا من أعمال السبي لليزيديات ونحوهن ما سيعرض حرائر المسلمات في الموصل للانتقام لو وقعن في أيدي اليزيديين أو في أيدي الروافض أو الأكراد أو غيرهم من المرتدين".
وحمل النجدي مسؤولية النساء في رقبة "داعش"، وحذرهم من مغبة ترك نسائهم في هذه الأماكن، مشددا على أنه لا يجوز لهم أن ينتظروا حتى يداهمهم خصومهم، فتسقط نساؤهم ونساء المسلمين في أيدي أناس يدفعهم الانتقام والثأر إلى التشنيع بنساء "أهل السنة" عموما، فضلا عن نساء جنود جماعة الدولة خصوصا.
استباق الأحداث
وطالب النجدي "جماعة الدولة وعقلاءهم" أن يستبقوا الأحداث بتأمين نسائهم وبناتهم على أقل تقدير في مكان بعيد عن المواضع التي يتوقع أن تكون في الأسابيع المقبلة محل الحرب والزحف، كما يؤكد عليهم التسهيل على من يرغب بالنزوح من العائلات وعدم الممانعة من أن يجلي من شاء أهله ونساءه وبناته من منطقة الصراع، موضحا أنه يتوجب عليهم ذلك خصوصا إن علموا أنهم لن يقدروا على حمايتهم في حال الدخول عليهم في الموصل، أو اضطروا إلى انسحاب مفاجئ لا يهتمون فيه بشئ.
وطالبهم عضو اللجنة الشرعية بأن "يتقوا الله ولا يكابروا بعدم الاهتمام بالإعداد لمثل هذه الاحتمالات وحساب مثل هذه الحسابات"، لأن الله سيسألهم "عن أعراض المسلمات إن تسلط عليها الروافض والمرتدون واليزيديون في حال فرطوا في ذلك ولم يدرؤوا المفسدة عنه ويعدوا العدة لذلك ويستبقوا الحدث".
الجهال يعتبرونها تخاذلا
على الرغم من أن النجدي يقدم لـ"داعش" النصيحة، إلا أنه يقول إنه يعلم "أن كثيرا من صبيان الدولة ومتعصبيها وجهالها سيسمون هذه النصيحة تخذيلا ويطعنون في نية كاتبها وناشرها"، لكنه يقول لهم "عند مثل هذه النوازل العظيمة نضع خلافاتنا جانبا ولا نجعلها حاجزا أو مانعا من النصح والتذكير، فنتذكر أعراضنا وأخواتنا ونخلص النصح للمسؤولين عنها، ولا ينبغي لهم إن كانوا عقلاء وأهل غيرة أن يردوا نصحنا لخلافنا معهم".