التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:48 ص , بتوقيت القاهرة

مصدر سيادي: الإعلان عن القوى العربية المشتركة خلال مؤتمر مارس

تصاعدت وتيرة الحديث عن قوى عربية مشتركة تحمي دول المنطقة العربية، بعدما تضررت من انهيار جيوش في دول، وتخلف عنها انتشار الجماعات المسلحة المتطرفة وبسط سيطرتها على مناطق متاخمة لحدود الدول التي نجحت من مخطط ثورات الربيع العربي.


وكشف مصدر سيادي، في تصريح لـ"دوت مصر" اليوم الإثنين، أن القوى العربية المشتركة تم الاستعداد لها منذ فترة كبيرة – عام تقريبا – وظهر في العديد من التدريبات العسكرية جمعت مصر بدول المنطقة العربية، لافتا إلى أن القوى العربية المزعم الإعلان عنها خلال أسابيع قليلة تتكون من 5 دول عربية، تهدف إلى تشكيل قوة دفاع عربية مشتركة، مشيرا إلى توقع كشف النقاب عنها رسميا  نهاية شهر مارس، خلال مؤتمر القمة العربية المقرر إقامته في شرم الشيخ.



وقال المصدر إن هذا الكيان العربي يضم وحدات التدخل السريع والقوات الخاصة للدول المشاركة، مضيفة أن مقترح تشكيل القوات العربية المشتركة دخل مرحلته الأخيرة، بعد أن شهدت المشاورات توافقًا كبيرًا برعاية العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل وفاته وأنهاها الرئيس مع الملك سلمان خلال زيارته الأخيرة 1 مارس إلى السعودية.



وأوضح أن القوى العربية المشتركة تهدف إلى تشكيل قوات نخبة عربية تشارك فيها مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، تكون قادرة على تنفيذ عمليات نوعية خلف خطوط العدو، وتوجيه ضربات مركزة لمخازن الأسلحة ومعسكرات التدريب، فضلا عن الهجمات الجوية، من دون التورط بريا، مشيرا إلى أن النخبة ستتشكل من القوات الخاصة المصرية والأردنية، التي تحظى بمهارات قتالية عالية وتسليح متقدم، إلى جانب قوات جوية سعودية وإماراتية التي تتميز بالحداثة، مع قوات جوية مصرية أيضا.


بدوره أوضح الخبير العسكري  اللواء أحمد عبدالحليم أن االرئيس عبدالفتاح السيسى كشف خلال كلمته مع قناة العربية عن مشاورات مصرية عربية لتشكيل قوات عربية مشتركة لمجابهة التحديات والمخاطر المحدقة بالمنطقة، مؤكدا تلقيه اتصالات من ملوك وأمراء ورؤساء دول عربية للتعاون في هذا الشأن.


وقال السيسي، خلال رده على سؤال: هل هناك دول بعينها يمكن أن تبدأ بتنفيذ المبادرة؟: "أنا أتصور السعودية والإمارات والكويت والأردن، يمكن أن نتحرك، ملك الأردن أيد التحرك فنحن في أمس الحاجة لتنفيذ تلك المبادرة في الوقت الحالي".


وأضاف السيسي ردا على سؤال ما إذا كان التحالف لمواجهة الإرهاب أم مواجهة جهات تهدد استقرار الدول العربية؟ أن "أمننا بمفهومه الشامل سواء إرهاب أو غيره، لا أحد يستطيع أن يقول كلمة سلبية عن الفكرة أو تنفيذها لأنها ليست موجهة ضد أحد وليست توسعا أو غزوا، فقط نقول أنا نحمي بلادنا".


وأوضح عبدالحليم،  فى تصريح لـ"دوت مصر"، يعتبر هذا هو الإعلان الرسمي الأول عن تشكيل قوات مشتركة لحماية الدول العربية من خطر الإرهاب المتمدد بسوريا والعراق واليمن وليبيا، ويهدد دول المنطقة بلا استثناء، لافتا إلى أن اتفاقية الجيش العربي الموحد من المقرر أن تنص  على تشاور الدول المتعاقدة فيما بينها، بناء على طلب إحداها كلما تعرضت أراضي أيها للتهديد.



فيما توقع الخبير الاستراتيجي  اللواء احمد جمال الدين أن الجيش العربى الموحد قد يزيد عن 5 دول ليضم  عناصر مدربة من" مصر، والسعودية، والكويت والإمارات، والبحرين، والأردن، والجزائر"، لافتا إلى أن الهدف هو توحيد عقيدة قتالية.


وعن ارتباط الجيش العربي الموحد بـ"اتفاقية الدفاع العربي المشترك"، أوضح جمال الدين الفرق بينهما، قائلا: إن اتفاقية الدفاع العربي المشترك تم تفعيلها خلال حرب 1973، وإنها متعددة الأشكال، منها المشاركة بالمعدات الفنية، أو القوات المقاتلة أو بالأموال، مُشيرًا إلى أن طبيعة المواد التي نصت عليها اتفاقية الدفاع العربي المشترك عام 1950، كانت ملائمة لطبيعة حرب 73.


وأكمل: أما الجيش العربي الموحد أو القوى العربية المشتركة فلها ظروف واتفاق مغاير، لأن كل العوامل المحيطة بالمنطقة العربية تحتم أن يكون مضمون الاتفاقية الجديدة هو توحيد العقيدة الحربية للجيوش العربية، وتوحيد برامج التدريب والإشراف عليها، مع ضرورة توحيد دراسة التسليح المتنوع بين الدول المتنوعة، وتوحيد الأنظمة الإدارية في الجيوش العربية، وكذلك المناورات المشتركة بين الدول، داخل المناطق المشابهة لمسرح عمليات الإرهاب، تساعد على استعداد القوات لخوض المعركة بشكل أفضل.


وشدد على أن تشكيل هذه القوة الجديدة سيجعلها تستطيع العمل داخل أي دولة عربية بمرونة، مع أهمية تشكيل مجلس قيادة أركان بمعرفة جامعة الدول العربية، مضيفا أن مصر تستعد لتسلم راية جامعة الدول العربية رسميا في 5 مارس المقبل، حيث من المقرر أن تجري حفل  تسليم وتسليم مبكر لقيادة الجامعة العربية من رئيسها الدوري الحالي متمثلا في دولة الكويت إلى مصر، التي تتسلم راية القيادة خلال القمة العربية التي تعقد في القاهرة خلال شهر مارس الحالي.