التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:33 ص , بتوقيت القاهرة

القائمة الموحدة.. فكرة عمرو موسى التي انتهت بـ"في حب مصر"

منذ إقرار الاستحقاق الثاني لخارطة المستقبل وإتمام الانتخابات الرئاسية في مايو الماضي، خاصة بعد تحديد قانون مجلس النواب للنظام المختلط في الانتخابات وتحديد حصة القوائم بــ120 مقعدا انتخابيا، بينما يمثل الفردي بـ480 مقعدا، وبدء الحديث عن فكرة توحد الأحزاب السياسية في قائمة واحدة.. الفكرة بدأها عمرو موسى منذ عام تقريبا وانتهت قبل إغلاق باب الترشح بأيام بتدشين قائمة "في حب مصر" التي ضمت معظم رموز العمل السياسي والوطني.

عمرو موسى.. دبلوماسي في مهمة حزبية

 في يوليو المنصرم، خطا الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية والمنتهي وقتها من رئاسة لجنة الخمسين التي وضعت الدستور المصري عمرو موسى، خطوات لتدشين تحالف انتخابي، مطلقا عليه تحالف الأمة المصرية، بغية توحيد الأحزاب السياسية والقوى الوطنية للاستقرار على 120 مرشحا في قائمة انتخابية واحدة.

وسعى عمرو موسي حثيثا محاولا بخطي نشيطة أن يجمع شمل الأحزاب مرة أخرى، محاولا إحياء جبهة الإنقاذ، معلنا ترحيبه بالجميع فرقاء وأصدقاء، في تحركات فسرها البعض بأنها محاولة للاحتفاظ بدور في هيكل الدولة الجديد والسعي لخلافة "فتحي سرور" رئيس مجلس الشعب الأسبق بعمل تحالف انتخابي يؤهله للحصول على أغلبية برلمانية.

بعد قرابة الشهر ونصف من الاجتماعات والمفاوضات باءت محاولات الدبلوماسي المخضرم بالفشل، معلنا الانسحاب ومقترحا تشكيل لجنة محايدة تدير مهمة التوحد، وحاملا على الأحزاب السياسية تحكم الحساسيات والمناورات الضيقة ومحاولات الإقصاء التي تمنع التوصل إلى اتفاق، متهما المحاصصة بإفشال التوحد.

كمال الجنزوري.. مهندس الخصخصة يفشل فى توحيد الأحزاب

رغم عدم ممارسته لأي عمل سياسي أو انضمامه لأي حزب مسبقا، وعدم إدراكه لخريطة الانتخابات البرلمانية، إلا أنه سعى لتوحيد القوى الحزبية في كيان واحد، مطلقا عليه القائمة الوطنية، لاقت ترحيبا وقبولا من معظم القوى السياسية ظنا بقربها من دائرة صنع القرار واعتقادا بتنامي نسب نجاحها في الانتخابات.

وحاول "الجنزوري" الذي هندس خطة الخصخصة للقطاع العام في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، عبر اجتماعات ولقاءات استمرت اكثر من 4 أشهر منتهية فى ديسمبر المنصرم، أن يسير على خطا عمرو موسى في التوحد، إلا أنه لقى نفس مسعاه، مخفقا في تشكيل القائمة الموحدة.

وتوارى "الجنزوري" عن الأنظار بعد تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعه مع رؤساء الاحزاب في يناير المنصرم، بأن قائمة الجنزوري لا تمثل الدولة مثلما اشيع عنها، ولا سيما وأنه كان يدير لقاءاته من مكتبه بوزارة الاستثمار بصفته مستشارا لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، مبتعدا عن العمل السياسي والانتخابي بعدما أنفرط عقد قائمته بالتسرب من اجتماعاته.

أحمد البرعي .. توحيد بنكهة المعارضة

يظهر أحمد البرعي القيادي بتحالف التيار المدني الديمقراطي والأمين العام السابق لجبهة الإنقاذ الوطني، ويختفي بين آن وأخر، محاولا أن يوحد راية القوى الحزبية ايضا في أتلاف مدني موحد، إلا أنه ورغم توليه وزارة التضامن الاجتماعي عقب ثورة يناير، لم يكن من أهل الحظوى القريبين من النظام، باعتبار أن "التيار الديمقراطي" له مواقف مناهضة للنظام.

ظهر "البرعي" مدعوما من رجل الأعمال ومؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس، ومحاطا بجورج اسحق عضو المجلس القومي لحقوق الأنسان والبرلماني السابق عمرو الشوبكي، ساعيا لفكرة التوحد عقب اخفاقي موسى والجنزوري فى تدشين القائمة الموحدة.

لم يلق "البرعي" مصير سابقيه بالاختفاء عن المشهد، أملا حتى اللحظات الأخيرة قبل غلق باب الترشح في توحيد الأحزاب، ومؤكدا على ثقته في إمكانية تشكيل الائتلاف، مستلهما تجربة جبهة الانقاذ في توحيد الفرقاء والتغلب على الخلافات الأيدولوجية.

في حب مصر.. عندما اجتمع المؤيدون

قاد الخبير الاستراتيجي اللواء سامح سيف اليزل، في اللحظات الأخيرة محاولة لتجميع أكبر عدد من الشخصيات الوطنية في عباءة واحدة، وتمخضت محاولته عن ظهور "قائمة في حب مصر" والتي ضمت مؤيدي النظام من معظم الاحزاب والقوى السياسية على الساحة، مجتازا اختبار "المحاصصة الحزبية" بنجاح.

شارك "سيف اليزل" في جهوده كلا من وزير الاعلام الاسبق اسامة هيكل، ووزير الرياضة السابق طاهر ابو زيد.

وأجتمع في القائمة 72 مرشحا مستقلا، و48 مرشحا عن الكيانات الحزبية والسياسية الآتية " مستقبل وطن، والمصريين الأحرار، والوفد، وحماة الوطن، والمؤتمر، والإصلاح والتنمية، والمحافظين، وتمرد، والغد، والتجمع، والسادات الديمقراطي.

كما ضمت القائمة ممثلين عن كيانات اتحاد نقابات عمال مصر، والاتحاد النوعي لذوي الإعاقة، ونقابة الأشراف والمشيخة العامة للطرق الصوفية، شباب الجمهورية الثالثة.

ورغم وجود أسماء بعينها كانت قد اعلنت مسبقا انضمامها لحلف "الجنزوري" إلا أن مدشنو القائمة أعلنوا أنها مستقلة وبعيدة عن رئيس الوزراء الأسبق.