"السواح".. المصري الأخير الذي أنقذته السمنة من جوانتانامو
طارق محمود أحمد السواح.. آخر المعتقلين المصريين في سجن جوانتانامو في كوبا، بعد أن أفرجت عنه الولايات المتحدة الأمريكية بالأمس، طاعن في السن، إذ إنه أكبر المعتقلين سنا بين أروقة السجن سيء السمعة، بعد أن بدأت الولايات المتحدة في اعتقاله على خلفية أحداث 11 سبتمبر لما أسمته بالحرب على الإرهاب، مكث فيه السواح مدة تزيد عن 14 عاما بين جدرانه.
السمنة المفرطة والحالة الصحية المتدهورة أنقذت السواح، بعد أن أبدت الخارجية الأمريكية من خلال خطاب من مكتب المستشار القانوني للخارجية المصرية أفردت فيه حالته الصحية، وطلبها لنظيرتها المصرية أن تلتمس على لسان السواح أي مساعدة ممكنة من مصر، وأن تطلب الحكومة المصرية له إما محاكمة عادلة أو الإفراج الفوري، وذلك في 13 ديسمبر 2012.
لاحق المصري المعتقل اتهام الانضمام لتنظيم القاعدة، وذلك عقب سفره إلى أفغانستان للجهاد، والانضمام إلى تدريب إرهابي ضد أمريكا، ليتم إلقاء القبض عليه تحديدا في 5 مايو 2002، ووفقا للجنة التي شكلتها الحكومة الأمريكية لمراجعة أوضاع المعتقلين في جوانتانامو نقلته الصحيفة الأمريكية "يو إس توداي" فالسواح لم يعد يشكل أي خطورة على أمن أمريكا، كما لا يمكنه الانضمام إلى تنظيمات إرهابية مرة أخرى.
وفي مارس 2012 أسقطت الولايات المتحدة الأمريكية التهم عن السواح، وأبقت اعتقاله بسبب قوانين الاعتقال بالدولة، واحتجازه إلى أن تقوم مفاوضات دولية - بالأحرى من مصر- من أجل الإفراج عنه، ووفقا لـ"جون جليسون" المستشار القانوني لوزارة الدفاع الأمريكي، لم تتقدم الحكومة المصرية قبل أو بعد الإفراج عن السواح بأي بيان رسمي من الحكومة المصري تطالب بخروجه أو حتى مفاوضات بشأن وضعه من قبل السلطات المصرية، ممثلة فى وزارة الخارجية أو مؤسسة الرئاسة، فيما نقلت مصادر ووفقا لصحيفة واشنطن بوست أن الحكومة المصرية طلبت الإفراج عنه بلغة وصفتها بـ"الصارمة" إبان حكم الرئيس المصري محمد مرسي.
السواح.. آخر مصري في السجن الكوبي
يعد السواح من قلائل المعتقلين الذين شاركوا في الصراع في الحرب الأهلية في البوسنة، وانضم إلى جماعة الإخوان المسلمين وفقا لصحيفة "لونج وور جورنال" منذ عام 1981، وكان قد تم اعتقاله بين مجموعة كبيرة من المنتمين للجماعة عقب اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات، كان السواح حاذقا في صناعة القنابل، متدربا تحت يد المصري محسن متولي عطوة الذي أشرف على تفجير الباخرة الأمريكية "يو إس إس كول" في صيف 2001.
سافر للعمل في اليونان عام 1989، هربًا من مطاردة مباحث أمن الدولة بسبب انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، كما أنه حصل على ماجستير الدراسات الإسلامية من جامعة الأزهر، وبكالوريوس علوم قسم جيولوجيا من جامعة الإسكندرية، ليعمل في كرواتيا في هيئة الإغاثة الإنسانية.
ومن كرواتيا، تزوج السواح من سيدة بوسنية عاد معها إلى بلدها "البوسنة"، واشترى مزرعة ومنزلًا وحصل على الجنسية البوسنية، أنجب سارة في عام 1996، سُحبت منه الجنسية البوسنية بعد اتفاقية "دايتون للسلام"، التي تضمنت أحد بنودها طرد جميع العرب الحاصلين على الجنسية البوسنية خارج البلاد.
لم يملك من الأمر بُدا، حيث اضطر للجوء إلى أفغانستان، بعد وضع المخابرات الأمريكية والإنجليزية قائمة بالعرب الموجودين في البوسنة، لعدم ذهابهم لأي دولة أوروبية أخرى، أو أي دولة في علاقات مع أمريكا وبريطانيا، ليعمل في إحدى المدارس لتدريس الشريعة الإسلامية.
اعتقل السواح من قبل بعض الجهات الأفغانية المرتبطة بعلاقات مع المخابرات الأمريكية، بعد تفجيرات 11 سبتمبر، وينقل إلى جوانتانامو في مايو 2002، ثم يعترف بأنه أعطى دروسًا في تقنيات المتفجرات في معسكر القاعدة، حيث هنأه أسامة بن لادن على عمله الجيد.
أطلق سراح السواح نظرا لإصابته بمرض السمنة المرضية المفرطة ومعاناته من أمراض السكر وعرق النسا والكبد وارتفاع نسبة الكوليسترول، حيث كان يزن 98 كيلو جراما في 2002، لكن في يونيو 2006 زاد وزنه إلى 186 كيلو جراما، ودون أن يتم معرفة هل سيعود إلى الأراضي المصرية أم لا.