واشنطن بوست: أمريكا تعطي أولوية للأمن على حقوق الإنسان في مصر
أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الولايات المتحدة الأمريكية مازلت تعطي الأولوية للأوضاع الأمنية في مصر، على حساب أمور أخرى لا تقل عنها أهمية، وعلى رأسها أوضاع حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن إدارة أوباما تتحمل مسؤولية ما وصفته بالقمع الذي يمارس ضد المعارضة السلمية في مصر.
وقالت الصحيفة الأمريكية، في مقالها الافتتاحي اليوم الخميس، إن كلمات الرئيس أوباما خلال خطابه أمام قمة مكافحة التطرف، الأسبوع الماضي، والتي أكد خلالها أن القمع السياسي قد يؤدي إلى مزيد من التطرف والعنف، لم تؤثر بصورة كبيرة في الحكومة المصرية، رغم إن وزير خارجيتها سامح شكري كان أحد المشاركين خلال تلك القمة.
وأضافت أن النظام المصري يرى أن إدارة أوباما لن تتحرك تجاه الحملات القمعية ضد المعارضة السلمية في مصر، فبعد 4 أيام فقط من كلمة الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، قررت محكمة مصرية حبس الناشط السياسي علاء عبدالفتاح، ومعه 20 آخرون 5 سنوات، بينما أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي قانونا جديدا في اليوم التالي يسمح للسلطات المصرية باعتبار التظاهرات أعمالا إرهابية.
وأوضحت الصحيفة أن عبدالفتاح وغيره من النشطاء تم اعتقالهم بتهمة انتهاك قانون حظر التظاهر، عندما نظموا مظاهرة في نوفمبر 2013، للاعتراض على مادة في الدستور المصري تسمح بمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية، موضحة أن عددا ممن قبض عليهم كانوا من المنتمين لجماعة الإخوان، لكن الغالبية كانت من العلمانيين والليبراليين.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن القانون الجديد الذي أصدره الرئيس السيسي ربما سيفتح أبواب السجون في مصر أمام الكثيرين خلال المرحلة المقبلة، حيث إنه وضع تعريفا للكيان الإرهابي بأنه أي جماعة تضر بالوحدة الوطنية أو تقوم بتعطيل أي سلطة حكومية من ممارسة عملها، بما في ذلك المدارس.
ولفتت إلى أن الرد الأمريكي على ما وصفته بـ"حالة القمع غير العادية" اقتصر على تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين بساكي، والتي أعربت عن انزعاج بلادها من جراء الحكم القضائي الصادر ضد علاء عبدالفتاح، موضحة أنه مازالت الإدارة الأمريكية لم تفرج عن الدفعة الأخيرة من المساعدات لمصر.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بأن أوباما ووزير خارجيته جون كيري أرسلا العديد من الرسائل إلى مصر، حول التركيز على الشراكة الأمنية المصرية الأمريكية وإعطائها الأولوية على حساب أوضاع حقوق الإنسان، بينما قامت وزيرة الدفاع الأمريكية أشتون كارتر بالاتصال بنظيرها المصري الفريق أول صدقي صبحي، في نفس اليوم الذي أصدرت فيه الخارجية الأمريكية بيانها لانتقاد الحكم الصادر على عبدالفتاح، للتأكيد على ضرورة العمل معا لمواجهة التحديات الأمنية.