توماس فريدمان: هزيمة "داعش"تبدأ بمنح السنة حكما ذاتيا
أكد الكاتب الأمريكي، توماس فريدمان، أنه في الوقت الذي يتجادل فيه الكثيرون حول علاقة التنظيمات المتطرفة بالإسلام، يتجاهلون حقيقة هؤلاء الذين ينضمون إليها، موضحا أن أعضاء تنظيم "داعش" يتكونون من ثلاثة طوائف، ينبغي أن يتم فهمهم جيدا، قبل الانغماس في حروب جديدة سواء في العراق أو سوريا.
وأوضح الكاتب الأمريكي البارز في مقال له بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن الفصيل الأول: هم المتطوعون الأجانب، معظمهم من غير الأسوياء الذين يبحثون عن مغامرة، بعضهم من الشباب الذين لم يحصلوا من قبل على السلطة أو المال، بل إن بعضهم لم يلمس يد فتاة، بالتالي فإن الالتحاق بالتنظيم يوفر لهم المزايا الثلاث، بحسب الكاتب، موضحا أنه يتشكك في حقيقة تدينهم أو انتماؤهم للإسلام.
أضاف أن الفصيل الثاني، ويمثل العمود الفقري للتنظيم المتطرف، ويتكون من ضباط الجيش العراقي أثناء حقبة الرئيس الأسبق صدام حسين، الذين ينتمون إلى حزب البعث، كما أنهم يعتنقون كذلك المذهب السني، وتكمن مشكلة هذا الفصيل الرئيسية في كونه غير متقبل لفكرة أن السلطة الآن أصبحت في أيدي الأغلبية الشيعية، خصوصا أن طائفتهم تمكنت من حكم البلاد لعقود طويلة من الزمان.
أما الفصيل الثالث: فهو يتكون من المؤمنين بأفكار التنظيم بالفعل، الذين يقودهم أبوبكر البغدادي، وهؤلاء لديهم رؤية إسلامية متطرفة، إلا أن دورهم ربما تم تقويضه بصورة كبيرة نظرا لأن الدين والسياسة قد تعرض بالفعل للقرصنة في العالم العربي وباكستان، حتى أن الشعب العربي صار محكوما من قبل المتشددين والرجعيين.
أضاف فريدمان أنه لا كهنوت في الإسلام، لتقرير الصحيح والخطأ في الدين، فالمفاهيم الإسلامية تختلف باختلاف السياق، فهناك الإسلام المعتدل الذي يظهر بوضوح في السياق السياسي والاقتصادي اللائق، فلا يقف الدين حائلا أمام تقدم أصحابه، على غرار ما يحدث في ماليزيا وإندونيسيا والهند، في حين أن هناك مفاهيم إسلامية أخرى في المجتمعات القبلية، ربما تكون معادية للمرأة أو التعليم والحداثة، ما يظهر في العديد من الدول العربية ونيجيريا وباكستان.
واختتم الكاتب مقاله مؤكدا أن مشكلة داعش لا ترتبط بالإسلام بقدر ارتباطها بمشكلات أخرى، خصوصا أن مثل هذه التنظيمات جاءت كنتيجة للحكم الفاشل في العديد من الدول العربية والإسلامية، لذلك فإن هزيمة التنظيمات المتطرف يتحقق من خلال القضاء على قياداتها، كذلك التخلص من الرؤى المتشددة، وخلق منطقة حكم ذاتي للسنة في العراق، مثلما حدث مع الأكراد.