المنهجية قبل المنهج في الخطاب الديني
نادى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبات عدة على ضرورة تجديد الفكر الديني وخطابه، سواء كان في المناهج التعليمية أو في العظات الملقاة على المؤمنين، أو البرامج الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من منافذ التعليم الديني.
وقد بدأت المؤسسات الدينية المختلفة في العمل على قدم وساق في تجديد المناهج التعليمية وتنقيحها وتحديثها، وهذا أمر جيد ومهم، ولكن أرى قبل تغيير المناهج يجب أن يسبقه تغيير المنهجية، التي تستعملها تلك المؤسسات لإيصال الإيمان والتعليم الديني للناس، فإذا لم تتغير المنهجية- مهما جئتم بمناهج جديدة- لن تأتي بالتغيير المأمول، فالأسلوب المنهجي سيظل هو هو.
ولكن مع تغيير المنهجية عن طريق الانتقال من الحفظ إلى الفهم ومن الانغلاق على التراث إلى الانفتاح على العصر وجعله جذابًا، ومن لغة جامدة عتيقة إلى لغة قريبة من الناس خاصة الشباب، ومن سرد النواهي والعقوبات إلى تقوية ضمير المؤمن وإرشاده إلى ما هو صحيح، خاصة أن البعض يُحمّل المؤسسات الدينية والخطاب الديني مسؤولية ظهور الأفكار المتطرفة التي تُرهب الناس باسم الدين، رغم أن ذلك ليس بصحيح، فأصحاب الأفكار الإرهابية يطوعون بعض الآيات القرآنية أو أحاديث نبي الإسلام لتبرير جرائمهم والإسلام منهم براء.
لذا الشعور بالمسؤولية من قبل مؤسساتنا الدينية ووعيها بضرورة وحتمية تجديد الخطاب الديني، سيجعلها تبدأ بالمنهجية قبل المنهج لوضع الأسس التي سيتم عليها البناء الجديد، نحن نثق في أن مؤسساتنا وعلماءنا قادرون- بعون الله تعالى- على إحداث هذه الثورة الروحية التي ينتظرها منهم الجميع.