التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:09 م , بتوقيت القاهرة

العقيد أحمد علي.. "جنتل" الجيش المصري

لم يكن اختيار العقيد أحمد محمد علي المتحدث العسكري السابق بشكل عفوي، بل جاء وفق معايير دقيقة وضعها عبدالفتاح السيسى أثناء توليه قيادة الجيش المصري في أغسطس 2012، حيث استطاع مشير القوات المسلحة وقائدها الأعلى أن يوظف "أحمد علي" في توجيه العديد من الرسائل للداخل والخارج، بعد تزايد نبرة المعارضة ضد المؤسسة العسكرية، عقب اندلاع أحداث يناير والفوضى التي عمت أرجاء البلاد.


أصحاب القرار 


أحمد على خريج سلاح المشاة عام 1991، نفس السلاح الذي ينتمي إليه السيسي، مهمته الأساسية في المخابرات الحربية هي وحدة الاستطلاع خلف خطوط العدو، بما يعني أن دوره الأول جمع أكبر قدر من المعلومات ليتمكن أصحاب القرار في المؤسسة العسكرية من تحديد زوايا تحركاتهم، علما بأن بعض القنوات في الآلة الإعلامية العربية والأجنبية كانت تمارس عداءا ملحوظا للجيش المصري خلال فترة ما بعد الثورة، وعليه تم تسكين العقيد الشاب لتحسين صورة المؤسسة.


المتحدث العسكري الأسبق استفاد من خبراته العلمية من العلوم العسكرية من الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية"ساند هيرست" والتي تخللها دراسته بكلية القادة والأركان ليحصل على ماجستير في العلوم العسكرية، والتي رشح على أساسها للدراسة في كلية القادة والأركان البرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذا حصوله على دورة كلية الدراسات العسكرية المتقدمة "SAMS"، وقام بإنشاء حسابات خاصة للقوات المسلحة على كل المواقع الإلكترونية في محاولة من الجيش المصري الوصول إلى أكبر قاعدة ممكنة من الشباب الذي ينزوي بحياته السياسية للمشاركة الإلكترونية فقط، خاصة وأن المجموعات الشبابية التي فجرت ثورة يناير استخدموا الشبكة العالمية للتواصل.
 


سلاح المشاة

وظيفة أحمد علي تبلورت من خلال منصبه المستحدث في صفوف الجيش المصري، فبعد أن تنقل في العمل بين وحدات القوات المسلحة وتشكيلاتها البرية داخل الجيش الثانى الميدانى والمنطقة المركزية العسكرية، وتولى كل الوظائف القيادية الحتمية بسلاح المشاة،استطاع بقدراته الفردية بتغيير صورة المؤسسة العسكرية خاصة وأنه تولى مهمة التنوية عن بعض الحقائق التي كانت غائبة عن المصريين، بما يعني أنه كان همزة الوصل بين الجيش والشعب وأصبحت صفحته العسكرية متنفس لكل الآراء الرافضة والمؤيدة للجيش، فضلا عن قيامه بالمشاركة الفعلية في الرد على التعليقات مهما كانت حدتها.


أحمد على الحاصل على ماجستير  العلوم العسكرية من الولايات المتحدة الأمريكية من كلية الدراسات العسكرية المتقدمة ودورة كبار القادة من كلية دفاع حلف الناتو في روما، استمد نجاحه من سمات السلاح الذي ينتمي إليه في الجيش، التي تنحصر في "الحفاظ على الأرض والتمسك بها"، وفق قوانين وقواعد الواجب العسكري وهو ما قام به "أحمد علي" في الحفاظ على "شعرة معاوية" التي كادت أن تنطقع بين الشعب المصري الغاضب من سياسيات 30 عام سبقت 25 يناير وما جاء بعدها من أحداث ثورية، لتكون محطة المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة صفحة جديدة تجدد بها المؤسسة العسكرية علاقتها مع المصريين وتصحح الصورة الذهنية لديهم وتغيير نمط الخطاب العسكري من الحاد الحاسم إلى الهادي الحاسم.