التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:07 ص , بتوقيت القاهرة

أستاذ الشريعة: توظيف الدين لأغراض سياسية "شيطاني"

أكد أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، محمد كمال إمام، أن علاقة الدين بالسياسة قد شابها الكثير من المفاهيم الخاطئة التي أنتجت المشاكل الفكرية التي تعيشها الأمة الإسلامية، قائلا إن توظيف الدين لأغراض سياسية شيطاني.


أضاف، في ندوة بعنوان" الدين والسياسة من المنظور الفكري والثقافي" نظمها الرواق الأزهري بقاعة الإمام محمد عبده بجامعة الأزهر اليوم الثلاثاء، "إن من يدعي أن الإسلام دين وسياسة يخلط بين أمرين لا رابط بينهما، فالدين من الله -عز وجل- والسياسة هي تسييس الخلق لشؤون الدولة، موضحا أن الإسلام يدعو لإقامة المجتمع المدني بغض النظر عن دين هذا المجتمع، لأن مقاصد الشريعة ترتبط بالإنسان لا بالدين.


وأكد إمام أن مقاصد الشريعة جاءت لحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وهذا الحفظ للمسلم وغير المسلم، فكما أن حفظ النفس والعقل والنسل والمال يشمل المسلم وغير المسلم، كذلك الدين يعني حفظ جميع الأديان وليس الإسلام فقط، موضحا أن خطر ربط الدين بالسياسة ليس لأن الإسلام لا توجد به تشريعات سياسية، بل لأن السياسة متغيرة وتتغلب فيها المصالح، وقد تخدم فئة معينة أوحزب محدد، لذلك يكون إبعاد الدين من التوظيف لمآرب سياسية من الواجبات.


كذلك شدد على أن الإسلام عقيدة وشريعة، وجوهر العقيدة تعكسها علاقة الإنسان بربه، والشريعة لها جانبان أحدهما يظهر لنا في علاقة الإنسان بربه وجانب في علاقته بأخيه الإنسان، فالإسلام لا يرتبط ارتباطا عضويا بفكرة الدولة، والدليل على ذلك أن التشريعات والأحكام نزلت في مكة قبل أن يكون للإسلام دولة، كما أن الإسلام يوجد في أماكن كثيرة في العالم ليس له فيها سلطة، كأوروبا وأمريكا واليابان، فهو يرتبط بالمسلمين لا بالدولة.


واستنكر أستاذ الشريعة استغلال البعض لحاجات الناس المادية والاجتماعية لتحقيق أغراض سياسية والحصول على أصوات انتخابية، مؤكدا أن ذلك يخالف مقاصد الشريعة، فيقول الله عزوجل: (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله * وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)، فمن يحسن يجب أن يبتغي بإحسانه وجه الله، وأما من يقدم الخدمات الخيرية للناس من أجل مكاسب سياسية فهو نوع من الربا السياسي.


كما نوه بأن الأمانة جزء من الدين، والتصويت جزء من السياسة، فإذا أعطيت صوتك لمن لا يستحق فقد مارست حقك الانتخابي ولن يحاسبك أحد عليه في الدنيا، لكنك أمام الله لم تؤد الأمانة التي هي واجب ديني عليك.


واستغرب الدكتور محمد كمال من إدعاء البعض أن الإسلام حدد الخلافة كنظام للحكم، رغم أن القرآن لم يتحدث في السياسة إلا في القيم العليا، فقال" وأمرهم شورى بينهم" وترك لهم اختيار الشكل الذي يرونه مناسبا لشؤون حياتهم.