برواية عائلته.. كيف تحول "الغندور" إلى "داعشي"؟
"محمود الغندور"، شاب مصري، مواليد 1 يناير 1991، ويبلغ من العمر 24 عاما، تصدر اسمه وسائل الإعلام، عقب نشر إسلام يكن المنضم لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" صورة له برفقة "الغندور" عبر موقع التواصل الاجتماعي" تويتر"، وقال "يكن: "أحب أوجه رسالة لكل الصحفيين وغيرهم اللي كانوا بيحاولوا يتواصلوا مع أقرب صديق ليا في مصر محمود الغندور هو معي الآن".
"دوت مصر" التقى أحد أفراد أسرة الغندور، الذي أكد أن الشاب تخرج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس دفعة 2013، ومن قبلها مدرسة علاء الدين الخاصة بالهرم، وينتمي لأسرة ميسورة الحال، ويعمل والده مدربا لحراسة المرمي لنادي قطري شهير، وشقيق والده الحكم الدولي السابق جمال الغندور.
وأضاف قريب الغندور، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن محمود عرف بين أصدقائه بالتحول السريع في الشخصية، فتارة تجده مهووسا بالراب وتقليد المطربين والشعر ومغازلة البنات، وتارة تجده ملتزما يحمل سبحة، ويؤدى الفروض، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
الشاب الذي كان يحلم أن يكون ضابطا بالشرطة، ولم يتحقق ذلك، حلم أن يكون حكما دوليا مثل عمه، وقال في إحدى تغريداته: "جمال الغندور، من وجهة نظري أحسن حكم في تاريخ التحكيم المصري ومن أحسن حكام العالم وفخر ليا إنه يبقى عمي وإنى بقيت حكم عشان نفسي في يوم من الأيام أبقى زيه ولو إنه مستحيل يجي زيه في يوم من الأيام إلا أنى مش هسيب اللقب يخرج من عائلة الغندور".
سعى محمود بعد ذلك إلى أن يصبح حكما بالدرجة الثانية بالدوري المصري، إلا أن التحول المفاجئ، جاء بعد تقربه من إسلام يكن، من خلال صالة الألعاب الرياضية "الجيم"، ثم انضما سويا إلى مجموعة تعتاد الذهاب لمساجد من المعروفة بالخطب التي تحث على الجهاد في سبيل الله، ومن هنا كانت نقطة تحول الشاب، الذي لم ينتم لأي فصيل سياسي، وأصبح مولعا بالجهاد، بعدما ملأوا رأسه بـ"خزعبلات الدولة الإسلامية"، وفقا للراوي.
والدة محمود التي تصارع مرضا خبيثا، انهكها التعب من نزواته ومشكلاته، ومع ذلك لم تحرمه من شيء، وطلباته جميعا كانت بمثابة أمر واجب النفاذ وأنه الولد الوحيد المدلل، واخته الوحيدة، كانت تتعجب من تحولاته السريعة، من ملتزم، إلى منحرف، إلى معتدل، ولم يستقر شهرا على حالة معينة.
في أواخر 2013 ذهب الشاب إلى أمه وطلب منها الموافقة على أن يسافر إلى تركيا مع أصدقائه كرحلة من ضمن الرحلات التى كان يذهب إليها، وفقا لرواية أحد أفراد عائلته، وكالعادة لم تستطع أمه منعه، فسافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا، حيث التقى وصديقه يكن، الذي أقنعه بالانضمام لداعش، وتؤكد الصورة التي نشرها غندور مع صديقه حاملين السلاح، على أن محمود وافق على الانضمام لـ"داعش".
ويقول الراوي لـ"دوت مصر" إن غندور "لم يرضه الوضع، بل كانت حالة يريد أن يعيشها لكنها لم تعجبه فتركها"، ورغم تأكيد محمود لبعض أصدقائه أنه مؤمن بـ "فكرة الجهاد ليتقرب من الله".
عاد الغندور إلى مصر، ومكث شهرين داخل منزله، وفي أحد الأيام خرج ليشتري بعض أغراض البيت، فتشاجر مع أحد سكان منطقته، الذي ذهب بعدها مباشرة لتحرير محضر بقسم الشرطة القريب من منزلهما، واتهمه بالانتماء لتنظيمات إرهابية.
ألقت قوات الشرطة المصرية القبض على الغندور، وسط حالة تكتم تام، وكان ذلك منذ حوالي 8 أشهر، وأحالته لأمن الدولة، ومثل أمام المحكمة، لكنه حصل على إخلاء سبيل في 23 سبتمبر الماضي، وفور خروجه في سبتمبر الماضي، أعلن الغندور عبر صفحته على موقع "فيس بوك": "الحمد لله الذي نجاني من القوم الظالمين.. إخلاء سبيل".
وقبل نهاية العام الماضي بيومين، نشر الغندور صورة تفيد بأنه في مدينة روما بإيطاليا، ليظهر من جديد في سوريا إلى جوار صديقه إسلام يكن.