التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 01:22 ص , بتوقيت القاهرة

الحرب المصرية الليبية مع داعش.. "التار ولا العار"

في بيان حملة توقيع "الدولة الإسلامية – ولاية برقة"، أعلن مسلحون متشددون، بايعوا تنظيم "داعش"، مسؤوليتهم عن التفجيرات التي وقعت، أمس الجمعة، في مدينة القبة شرقي ليبيا، وأسفرت عن مقتل 40 شخصا، بينهم مصريون، وإصابة العشرات.

الهجمات التي استهدفت محطة للوقود، ومركزا للشرطة، ومنزل عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب التابع للحكومة المعترف بها دوليا، جاءت ردا على الغارات التي شنتها طائرات مصرية على مسلحين متشددين في مدينة درنة المجاورة، بحسب البيان، ليدخل الطرفان في دائرة ثأر لا تنتهي، وعلى طريقة المثل الشعبي "التار ولا العار".

البادئ أظلم

كانت البداية عندما بث تنظيم "داعش" شريطا مصورا، الأسبوع الماضي، يظهر إعدام مقاتليها في غرب ليبيا لـ21 مسيحيا مصريا، كان التنظيم قد اختطفهم في وقت سابق، ذبحا.

مصر ترد

الحادث المؤلم أثار حفيظة الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الذي خرج، بعد ساعات قليلة، على شعبه، ليعلن في كلمة له أن مصر تحتفظ بحق الرد "وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص"، مؤكدا أن هذه الأعمال "لن تنال من عزيمة المصريين، خصوصا أن مصر هزمت الإرهاب من قبل".

وقبل مرور 24 ساعة، أعلنت القوات المسلحة المصرية شن ضربات جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر التنظيم داعش على مدينة درنة، مركز التشدد الإسلامي في شرق ليبيا حيث تعهدت مجموعة أخرى من المقاتلين بالولاء لتنظيم "داعش".

وليبيا أيضا

ومن جانبه، قال الناطق باسم الجيش الليبي، العقيد محمد حجازي، إن هذه العمليات تمت بالتنسيق مع جيش بلاده الذي قام أيضا بضرب أهداف تابعة لـ"داعش" غرب البلاد ليبيا.

داعش تهدد

وفي المقابل أصدر تنظيم "داعش"، بيانا على حساب ولاية برقة على "تويتر"، المنسوب للتنظيم، أكد فيه أنه "لا إصابات بين جند الخلافة ولله الحمد"، مضيفا أن "دولة الإسلام قد وطنت نفسها لهذا اليوم في ليبيا فلا خوف عليها بإذن الله".

وتوعد التنظيم مصر قائلا "لنجرين دماءكم أنهارا ليس فقط على سواحل طرابلس بل في صحراء برقة وفزان، وسيناء الموعد {فانتظروا إنا معكم منتظرون}، ولن تمر هذه العملية مرور الكرام على فوارس سيناء".

القاهرة تتجاهل

غير أن القاهرة لم تكترث بتهديدات "داعش"، وأشارت أنباء إلى أن الجيش المصري أرسل فرقة الصاعقة "999"، لمهاجمة عناصر التنظيم برا، وأنه تم قتل 100 عنصر جهادي وأسر العشرات من "داعش" على أيدى أفراد الفرقة.

طرابلس ترحب

من جانبه، أعرب وزير الخارجية الليبي، محمد الدايري، عن ترحيب بلاده بالدعم العسكري الجوي لقدرات سلاح الجو الليبي، موضحا أنهم قد يضطروا إلى طلب ضربات محددة لسلاح الجو المصري لمحاربة "داعش".

التنظيم يستعرض

وتصعيدا للموقف، قام "داعش" بنشر صور تظهر استعراضا عسكريا هو الأكبر من نوعه، زعم أنه في مدينة سرت الليبية، التي يؤكد أنه يسيطر عليها، حيث ظهر المئات من السيارات التي ترفع رايات التنظيم، ومحملة بالأسلحة والجنود، في أول ظهور علني للتنظيم منذ قصف القوات الجوية المصرية.

وينفذ وعيده

وفيما تواصل مصر وليبيا مساعيهما المشتركة في مجلس الأمن الدولي لإقرار مشروع قرار برفع الحظر حول مد الحكومة الليبية الشرعية بالأسلحة، بما يؤهلها لمواجهة الجماعات الإرهابية، وفتح المجال الجوي الليبي أمام الدول التي ترغب المشاركة في مواجهة الإرهاب هناك، إضافة إلى تبني الحل السلمي بين جميع الأطراف الليبية، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن تفجيرات مدينة القبة.

البقاء للأقوى

وردا على ذلك، قال رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، عبدالله الثني، في تصريحات لقناة "العربية الحدث"، أمس الجمعة، أن "هذه التفجيرات نتيجة مباشرة للتقاعس الدولي تجاه تسليح الجيش الليبي"، مشيرا إلى أن "ليبيا تعول على مصر في مساعدتها على تقويض الوجود المسلح لتنظيم الدولة في شرق ليبيا".