التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:51 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| من إسلام يكن "الليسيه" إلى أبوسلمة "داعش"

3 أصدقاء نشأوا في مجمتمع واحد، جمعهم التقارب في العمر والطبقة الاجتماعية والأفكار المختلفة، لكن وحده إسلام يكن، فتى "داعش" المصري، هو من قرر بشكل مفاجئ الابتعاد عن هذا المجتمع والسفر إلى سوريا من أجل الانضمام إلى التنظيم، تاركا وراءه أسرته وأصدقاءه من دون وداع.


وربما يمتلك الصديقان الآخران، حسام عاطف وخالد عادل، التفسير المناسب والإجابة الشافية لتساؤلات الكثير حول السبب الذي دفع بيكن للانضمام إلى التنظيم الجهادي بعد أن كان شابا لا يمانع مواعدة الفتيات ويتباهى بلياقته البدنية وإقامة علاقات مع النساء، من خلال ظهورهما بتقرير حول إسلام يكن أعدته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.


وفيما وصف يكن علي، والد إسلام، حاله بأنه يعيش في ألم، واختنقت الكلمات على لسانه عند قوله "ابني رحل"، مؤكدا: "أنا ما زلت حيا، فقط من أجل أن أمنح والدته القوة على الاستمرار في الحياة"، قال أصدقاؤه إنه كان يطمح أن يصبح مدربا للياقة البدنية، لمواعدة الفتيات الثريات، لكنه فجأة تخلى عن حياته واختار التطرف وفضل أن يظهر في الصور إلى جانب جثث مفصولة الرأس بساحات القتال في سوريا.


لم يكن هناك طريق واضح يدل على أن يكن من الممكن أن ينضم لصفوف الجهاديين، لكن الصحيفة أشارت إلى أن المجتمع والظروف المحيطة به شكلت أرضا خصبة لإعداده كي يصبح متطرفا، من حيث قلة الفرص الاقتصادية والشعور المتجدد بالاغتراب السياسي، المنتشر بصفة خاصة بين الشباب، والتفكير المحافظ الذي يحدد قدر الإيمان الذي يجب أن يتحلى به المسلمون اليوم، إضافة إلى الكبت الجنسي الذي يعاني منه الشباب نتيجة تعليمهم أن رغباتهم الجسمانية والعاطفية يمكن أن تصيبهم باللعنة الأبدية.


ويقول خالد عادل، صديق إسلام في الدراسة بمدرسة الليسيه الفرنسية في مصر الجديدة، إنهما لم يكونا ملتزمين دينيا، لكن الدين ظل حاضرا في حياتهما، في محاولة لإيجاد التوازن في مجتمع عصري ومتدين في نفس الوقت، وكانا ينتهي بهما الحال بالشعور بالذنب بسبب "المعاصي" التي يرتكبانها، وبخاصة التي تتصل بالنساء، ويظهر ذلك في الفيديو الذي التقطه خالد لإسلام وصديق آخر لهما يدعى محمود، كأنه برنامج يتناول الإغراءات الجنسية والفتيات تحت عنوان "الإيمان والنسوان".


وزادت حيرة إسلام وتشتته بفقدان صديقه المقرب "مهاب" في حادث دراجة نارية في مارس/ آذار 2012، الذي اعتبره تحذيرا له من الله، وقال صديقه حسام عاطف، الذي تعرف عليه عن طريق الإنترنت عام 2009، إنهم تمكنوا من تجاوز هذا الحادث بعد أسبوع أو أسبوعين، لكن يكن انطوى على نفسه من بعد الحادث وتبنى منظورا جديد لمفهوم الحرام، فكان يرفض حضور الحفلات أو الظهور بصور شبه عارية خلال التمرين بداعي أن الجزء الظاهر من جسده يعتبر عورة، وبدأ في حذف حسابات صديقاته من الفتيات على موقع "فيس بوك".


وحرص إسلام على أن "يكرس حياته لله" وواظب على الصوات في مسجد قريب من منزله، واستطاع خلال عام واحد أن يحفظ ثلث القرآن، وتلقى تعاليمه الدينية من شيوخ السلفيين، أمثال الشيخ محمد حسين يعقوب، وفي أغسطس/ آب 2013، الذي وافق شهر رمضان، لجأ إسلام للاعتكاف في مسجد تحيطه الاحتجاجات التي اجتاحت مصر في ذلك الوقت عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، لكنه خرج بعد 10 أيام من الاعتكاف بفكر جديد وقرر المغادرة بعد أيام إلى سوريا.


ومنذ لك الوقت الوقت اقترن اسم إسلام، الذي اختار لنفسه لقب "أبو سلمة"، بأعمال القتل الوحشية التي عبرت عنها صوره على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحريضه الواضح على ارتكاب أعمال إرهابية حول العالم، ويبدو أنه لا يزال متسكا بحلمه أن يصبح مدربا للياقة البدنية، لكن لمليشيات "داعش".


واختيار إسلام لهذا الطريق ترك أصدقاءه في مصر في حيرة، فيقول حسام: "في بعض الأحيان أتخيل أنه من الممكن أن ينتهي بي الأمر كذلك، فأنا كشاب معرض للتشتيت دائما، وأريد أن أفوز بكلتا الحياتين الدنيا والآخرة".