شكري: مصر لن ترضخ للضغوط بالتدخل العسكري في ليبيا
?أكد وزير الخارجية سامح شكري أن "مصر لن تتخذ قرارا بالتدخل العسكري في ليبيا في ظل أي ضغوط دون دراسات وتقييم دقيق للوضع هناك طبقا لما تصل إليه القيادة في مصر من خلال المؤسسات العاملة في هذا النطاق، فالقرارات التي تتخذها مصر مبنية على المصلحة العامة وليست انفعالية ولا تتم تحت أي ضغوط".
جاء ذلك ردا على سؤال حول الضغوط التي تشهدها مصر للتدخل عسكريا في ليبيا على إثر أزمة المختطفين في طرابلس.
وردا على سؤال بشأن مدى إمكانية تدخل التحالف الدولي بشن هجوم على ليبيا كما يحدث في سوريا والعراق وكما قامت به الأردن ردا على مقتل الكساسبة، أكد شكري في مؤتمر صحفي عقده، مساء اليوم السبت، أن طبيعة التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا خاصة وتتم في إطار ضربات جوية بعيدة عن أي تهديدات تمس مباشرة مواطني الدول المشاركة أو أراضيها ولكن لتواخم الحدود المصرية الليبية ووجود هذه الأعداد من المصريين لابد من اتخاذ قرارات بتحركات إيجابية.
ولفت إلى أن الأعمال العسكرية تتم بحسابات دقيقة ولظروف وأطر مناسبة وتأخذ في الاعتبار كافة المتغيرات.
وأضاف: "نتابع المصريين المختطفين في ليبيا بشكل وثيق وهناك اتصالات يجريها سفراؤنا في ليبيا وتونس مع القبائل الليبية ذات النفوذ والتأثير والعشائر والأطراف السياسية لتقديم الدعم والحماية لمن يحتاج وإرشاد المصريين بتوخي الحذر بالبعد عن مناطق الصراع لحماية أنفسهم".
وأعرب عن تقديره للمخاطر التي تحيط بهم، إضافة إلى اتخاذهم الخطوات اللازمة لحماية أرواحهم، مشددا على أن مصر تتابع وتتدخل من خلال اتصالاتها وقدرتها في مكونات الداخل الليبي في الحدود الاستطاعة، وفي ظل الأجواء المتوترة في ليبيا ووجود قيود على الحكومة الشرعية في مواجهتها للعناصر الإرهابية.
وأوضح أنه أجرى عددا من الاتصالات المكثفة مع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا وبريطانيا وروسيا لإحاطتهم بالأمر والتشاور حول كيفية التنسيق على مستوى اجهزة مصر الأمنية وأجهزتهم الأمنية كذلك لاستخلاص المعلومة الدقيقة فيما يتعلق بأوضاع المصريين هناك وتنسيق ما قد نلجأ اليه من طلب لدعم من هذه الدول والمنظمات الدولية لتأمين.
ونوه إلى أنه سيجري اتصالا مع وزراء خارجية السعودية والإمارات والأردن وآخرين ومفوضية الاتحاد الأوروبي قائلا "نتابع ما هى المعلومات المتوفرة ونحاول ألا تتفاقم الأوضاع وألا يصيبهم أي مكروه".
شدد وزير الخارجية سامح شكري، على ضرورة تحري الدقة وعدم إطلاق أي معلومة لا تكون موثقة أوأدلة مادية بشأن المختطفين المصريين في ليبيا، مؤكدا أنه حتى الآن لا نستطيع أن نؤكد أي خبر في هذا الشأن"، قائلا "لا أعلم مصدر خبر البرلمان الليبي مؤكدا أنه في إطار الأجهزة الرسمية والأجهزة الأمنية وفي الإطار الدولي لم يصل ما يجعلنا أن نرى في هذا الخبر أنه صحيح.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية مساء اليوم السبت.
وحول رؤية مصر لعدم توازن الرؤية الدولية بخصوص التعامل مع المنظمات الإرهابية، أكد وزير الخارجية، أن مصر لها رؤية واضحة فيما يتعلق بشمولية قضية الإرهاب وضرورة أن يتم تناولها من منظور شامل سواء ارتباطا بالتنظيمات أو ارتباطا بالمكونات الثقافية والسياسية ذات الصلة ومعالجة هذه المكونات بشكل متكامل ونافذ.
وأضاف "من هذا المنطلق لا نري أي فرق بين التنظيمات الإرهابية المتواجدة في الأراضي الليبية أو في نيجيريا أو مالي أو في العراق وسوريا فكلها منظمات منتمية لفكر عقائدي وتكفيري واحد وتسعى لتحقيق مصالح سياسية واحدة، ولابد أن يتم التعامل معها دون أي إزدواجية وبشكل يؤدي إلى تحقيق الاستقرار، مؤكدا ان هذا ما تؤكد عليه مصر في اتصالاتها الثنائية أو في الاطار المتعدد .
وأكد وزير الخارجية أن قضية الإرهاب لها عموميتها تتأثر بها مصر سواء من خلال المخاطر التي يتعرض لها المصريين في ليبيا أو من خلال تصاعد العمليات الإرهابية في سيناء وفي مصر، والأفعال والجرائم التي ترتكب من قبل جماعة الاخوان وترويع الشعب ووضع المتفجرات .
وأعلن وزير الخارجية عن مشاركته في المؤتمر الذي دعت الية الولايات المتحدة بما يمثل اطارا للتواصل مع عدد أكبر من الشركاء الدوليين لطرح الاهتمام المصري بموضوع ليبيا في الأساس والموضوعات الاخري المتعلقة بالإرهاب، مشيرا إلى احتمالية زيارته لنيويورك والالتقاء مع أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وغيرها من الأطراف الفاعلة.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أفكار تتداول عربيا لإنشاء قوات انتشار سريع عربية لمواجهة التنظيمات الإرهابية التي تعمل علي تفتيت الدول وزعزعة استقرارها.
قال وزير الخارجية انه من ضمن الأفكار التي تتداول بين القادة العرب حول تشكيل قوات عربية او قوة انتشار سريع سواء في الخليج او الاردن او مع الدول الشقيقة العربية التي يتم التعاون معهم علي اعلى مستوى بين القوات المسلحة لهذه الدول وهناك اهتمام بان يكون هناك تفاعل وتضامن خاصة بين مصر وهذه الدول والإمكانيات المتاحة للقوات المسلحة المصرية واهتمام الدول الصديقة والشقيقة العربية بان يكون هناك مؤشر ملموس بان مصر راغبة وقادرة ان يكون لها هذا الدور الداعم للاستقرار في المنطقة وهو ما سيكون له عائد مباشر لاستقرار مصر واستقرار منطقة الخليج والمنطقة العربية بصفة عامة يعوبالاستقرار على مصر.
وكانت مجلة "دابق" الناطقة باسم "داعش"، قد نشرت صورا لـ21 مصريا مسيحيا بملابس الإعدام البرتقالية، إلا أن التنظيم لم يؤكد مقتلهم.
وأدانت مندوبية ليبيا، في جامعة الدول العربية مقتل المصريين المختطفين في ليبيا، وتوجهت بالتعازي إلى أسر الضحايا.