انتباه.. يا شرطة
بعد انهيار الشرطة في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 تشوق المصريون إلى عودة رجال الشرطة مرة أخرى إلى وظائفهم وخدماتهم، وعلينا أن نعترف بأن الشرطة قدمت شهداء ومصابين كثيرين في حربها ضد الإرهاب، نحن ممنونون لهم كثيرا.
ولكن علينا أن نعترف أيضاً أن الشرطة في الآونة الأخيرة بدأت تخسر من شعبيتها في الشارع، وذلك جراء بعض الأحداث التي وترت الجو والعلاقة مرة أخرى مع المواطنين، مثل مقتل السيدة شيماء الصباغ في ميدان طلعت حرب، وأيضاً مقتل 22 شاباً أمام استاد الدفاع الجوي؛ نتيجة التدافع وسوء التنظيم، وغيرها من التصرفات العنيفة مع المواطنين صادرة من بعض أفرادها، وأصبح الناس يقولون "رجعت الشرطة لأساليبها القديمة" أو " نظام مبارك عاد من جديد"، والناس محقون في تخوفاتهم.
لا نُنكر العمل الجبار الذي تفعله الشرطة على جميع الأصعدة، ولكن في نفس الوقت بعض التصرفات والقرارات التي يأخذها بعض الضباط على الأرض تنغص العلاقة بين الشعب والشرطة، وأول ما تلطخه هو رأس الدول والحكومة وأجهزتها المختلفة.
نسمع كثيرا عن ذهاب ضباط الجيش في دورات تدريبية في مصر والخارج ليستكملوا تكوينهم العسكري، لماذا لا نسمع عن دورات خاصة لقادة الشرطة في مجال مكافحة الشغب والمظاهرات وشغب الملاعب وغيرها في دول تقدمت علينا في هذا المجال؟
ليس المهم إعادة هيكلة الشرطة كما ينادي البعض، ولكن الأهم هو إعادة تدريب رجل الشرطة لمساعدته على اتخاذ القرارات الصحيحة في المواقف الصعبة، ولا يكون العنف هو السمة الأساسية لتصرفات رجل الشرطة مع المواطنين، نريد عودة الثقة والمحبة بين الشرطة والشعب مرة أخرى.