الرئيس الروسي يتناول العشاء بـ"شوكة روزفلت"
على قمة يصل ارتفاعها أكبر من الهرم الأكبر بنحو 43 مترا، اختار الرئيس عبدالفتاح السيسي برج القاهرة، أحد أبرز المعالم السياحية الحديثة، لاستقبال نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول زيارة رسمية إلى مصر منذ 10 سنوات.
برج القاهرة أو المعروف أيضا باسم برج الجزيرة تم بناؤه بين عامي 1956 و1961 من الخرسانة المسلحة، وصمم خصيصا على شكل زهرة اللوتس المصرية، المنتشرة على جدارن معابدها الفرعونية، وهي من تصميم المهندس نعوم شبيب، ويتكون من 16 طابقا ويقف على قاعدة من أحجار الجرانيت الأسواني، التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم ومقابرهم.
على قمة برج القاهرة، يوجد مطعم سياحي فخم، به منصة دوارة، به جلس الرئيسان السيسي وبوتين في أجواء عشاء دبلوماسي ليروا معالم القاهرة من كل الجوانب، فيتيح مشاهدة عدد من آثار القاهرة والجيزة، أهمها الأهرامات، مبنى التلفزيون، أبي الهول، النيل، قلعة صلاح الدين، الأزهر.
ورغم الخلاف التاريخي بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، إلا أن بوتين لم يمانع في عشاء داخل نفس البرج، الذي أعطت أمريكا أمواله لمصر، حين منح الرئيس الأمريكي روزفلت، 6 ملايين جنيه مصري، بهدف التأثير على مصر لموقفها المؤيد للقضية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، لينشئ بهم الرئيس جمال عبد الناصر، برج القاهرة.
ذلك الموقف جعل من البرج اسمان أولهما "شوكة عبد الناصر" دليل على موقفه الداعم للقضية الجزائرية ضد الولايات المتحدة الامريكية، إذ أن أموال روزفلت لم تخدع الرئيس الراحل لتغيير موقفه من القضايا العربية، لإضافة إلى اسم "وقف روزفلت"، بعد تصميم عبدالناصر بناء يظل علما بارزا مع الزمن يعلم المصريين الكرامة وحتى إن كانوا في أشد الاحتياج، كما كان وقتها، حين رفض حتى أن يخصصه للإنفاق على البنية الأساسية.
وتعرض برج القاهرة إلى عملية ترميم منذ عام 2006 إلى عام 2008 بتكلفة وصلت إلى 15 مليون جنيه، تضمنت إضافة 3 أدوار هياكل معدنية بأسفله، ودور آخر أعلى المدخل الرئيسي مباشرة، وإنشاء سلم للطوارئ ومصعد للزائرين، ومدخل البرج، وإضافة إضاءات جديدة.