التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:27 ص , بتوقيت القاهرة

داعش فينا بس ربنا هادينا

هناك خبر لفت نظري في ركن صغير من الصحيفة منذ بضعة أيام أكثر من أي شيء آخر، بل ربما أكثر من المشهد البشع للطيار الأردني.


الأسبوع الماضي في الصعيد، تم القبض على امرأة، في الثلاثين، متهمة بقتل أولادها.. القصة أنها أرملة لديها محل بقالة.. وعلى علاقة برجل عمره 45 سنة، ويأتيها البيت كل فترة.. وفي ليلة من الليالي عيالها شافوا الرجل في البيت.. ابنها عنده 6 سنين. وبنتها عندها 8 سنين. الست خافت من عيالها أن ينقلوا ما رأوا للناس.


تقوم تعمل ايه..؟
تقول لعشيقها "هسيبلك باب البيت مفتوح، قبل ما انزل الشغل، وانت تروح تدبح العيال.. عيالها.. أحسن يفضحونا". وبالفعل أخذ الرجل سكينا غليظا وذهب وذبح بنت صغيرة عندها 8 سنين.. وولد عنده 6 سنين.!!


من قام بهذه الواقعة ناس عاديين يعيشون وسطنا. نقول لهم كل يوم صباح الخير. واتفضل اشرب شاي. ويردون علينا ويبتسمون.. لكنهم في لحظة قادرين على التحول إلى سفاحين ومجرمين بلا أدنى رحمة.


رجل يذبح أطفالا.. وامرأة تذبح عيالها.. هل هناك سيريالية أكتر من ذلك.. أين داعش كي تتعلم الإجرام؟


من وجهة نظري، هذه الجرائم أخطر من تنظيم داعش بكتير.. على الأقل داعش ظاهرة وقتية ستزول آجلا أو عاجلا.. ومن السهل حصارهم وخنقهم والقضاء عليهم لو أرادت أمريكا وتركيا وإيران.. فتركيا هي التي تسمح للمقاتلين بالعبور عبر أراضيها لينضموا لهم. وأمريكا هي التي تشتري النفط منهم.


لكن هؤلاء الذين لم يحظوا بأي قدرٍ من الترقي في سلم البشرية ويعيشون معنا بنفوس منحطة وخربة وقادرة على الارتداد إلى أسفل ما في الإنسان من جهالة وإجرام وعنف، هم تحدينا الأكبر والأخطر.


?#‏فتش_عن_داعش_داخلك?..
داعش لا علاقة لها بالدين أو النصوص المقدسة.. وكل فكرة بشرية مهما علت قداستها فهناك من ابتذلها وحرفها وجعلها ملائمة لما في نفسه من هوى وبطش. 


هناك من جعل من الديمقراطية وسيلة للاستبداد، وهناك من أساء استخدام العِلْم الذي هو أفضل ما توصل له العقل البشري، واستخدمه في القتل والتدمير. وصناعة السلاح والمتفجرات والديناميت. شركات الأدوية الكبرى تحتكر صناعة الدواء وتحقق أرباحا مريعة ولا يهمها من يموتون بالملايين من الفقراء.


داعش في كل دين. وفي كل فكرة بشرية. وفي كل موظف حكومة مرتشٍ. وفي كل ضابط شرطة منحرف. وفي كل رجل دين نصّاب. وفي كل أستاذ جامعي يسيء التصرف مع طلابه ويستغل علمه للثراء الفاحش. وفي كل سائق ميكروباص على خط فيصل طوابق.