التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:58 ص , بتوقيت القاهرة

أسبوع أسئلة سياسية هامة

1- متى تقال الموظفة المساعدة؟


في السياسة ينبغي أن يكون المساعدون كالهواء، ضروريين ولكن لا نشعر بهم. طبيا، الوعي بالتنفس، أو بدقات القلب، يعني أن هناك مشكلة، أن الأمور لا تجري على ما يجب.


في السياسة أيضا، إن تحولت الموظفة المساعدة، أو الموظف المساعد، إلى مادة للأخبار، إن صارا أخبارا في حد ذاتهما، فلا بد من الاستغناء عنهما. قرارات السياسة كقرارات الجراحة، الغرض منها تحقيق أكبر فائدة ممكنة، أو تجنب أكبر ضرر ممكن.


حين تحول كارل روف إلى صداع، ومدخل للهجوم على إدارة بوش، وجب التصرف معه. رغم أن كارل روف كان "عقل بوش"، ومهندس حملته الانتخابية.


قد يقال إن روف وجهت إليه اتهامات بمخالفة القانون. والحقيقة أن أيا من هذه الاتهامات لم تثبت وبالتالي لم يُدَن. إنما ثبت أنه صار ثغرة في الانتقاد السياسي لإدارة بوش، وهذا وحده كاف.


وهذا أيضا ما حدث مع أليستر كامبل، كبير موظفي داوننج ستريت، والساعد الأيمن لتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق.


2 -? هل نعزل أحمد عز؟


الاتهامات الجنائية التي كانت موجهة إلى أحمد عز أسقطها القضاء. والاتهامات السياسية التي كانت موجهة إليه لم يعد لها محل من الإعراب بعد أن تغير النظام، ولم تعد مجموعة جمال مبارك تحظى بنفوذ. ولذلك فوجود أحمد عز في قائمة المرشحين قد يحمل عدة معان إيجابية.


أولا، تعبير عن ثقة في النفس من الحكم الحالي. لأنه لا يخشى من "مراكز قوى"، ولا يفتتح العهد كما افتتحته العهود السالفة بالتخلص من كل وجوه العهد السابق.


ثانيا، إعلاء لسلطة القضاء على سلطة القرارات الاستثنائية. حتى لو كنت معترضة على أحكام القضاء هنا أو هناك، يظل الالتزام بها أخف ضررا من تجاوزها. الخيار الثاني قد يخرج بقرار في صالحك - كعزل أحمد عز - لكنه قد يكون سابقة لعشرات القرارات التي ليست في صالحك.


ثالثا، يرفع مستوى التنافسية. الميول السياسية لأحمد عز ينبغي ألا تصرف النظر عن ذكائه الشخصي ومهاراته الذاتية. هذا رجل أعمال ناجح، نجاحه سبق وصوله إلى السلطة. هذه المواهب يجب أن تستمر، القضاء عليها لن يفيد أحدا، المهم أن نضمن دائما أنها تحت سلطة القانون.


رابعا، أحمد عز قضى أكثر من ثلاث سنوات حبسا، قبل أن يحصل على البراءة. سعيه إلى البقاء في عالم السياسة يبرز صفة الإصرار. نحتاج كمصريين إلى وجود هذه الصفة بيننا.


خامسا، بعد براءته قضائيا، وجود أحمد عز في الانتخابات يعزز فكرة السلطة للشعب.


بعد هذا كله ربما لا يحسن أحمد عز التصرف السياسي، أو يتسبب وجوده في بروز مشاكل سياسية. لن يكون السبب هو وجوده، سيكون وجوده سببا في كشف عيوب تركيبة سياسية وتشريعات سياسية.


يجب ألا نتعامل مع المخاوف على طريقة "النظرة بريد الزنا" و"الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح". هذا لا يصنع أمما تسير إلى الأمام، بل يصنع أمما واقفة في مكانها، خائفة، قلقة، بينما العالم يتجاوزها.



3-? هل الفظاعات التي حدثت مؤخرا تدل على تطور في الفكر الإسلامي (بسبب القمع)؟


كل ما حدث مؤخرا موجود في التراث الإسلامي، وله أصول في كتب الفقه الراسخة. كل ما حدث مؤخرا تكرر مئات المرات عبر التاريخ. "لعبة العروش" الإسلامية فيلم لم نصنعه على حقيقته، بل تخيرنا بعض المشاهد "الوديعة" وجمعناها معا وقدمناها للجمهور على أنها انعكاس للتاريخ. داعش في هذا أصدق كثيرا ممن يحاولون تجميل التاريخ الإسلامي السياسي الدموي.


فلماذا يحدث الآن؟ ببساطة بسبب تحول المجموعات الإسلامية نفسها وليس الفكر الإسلامي. الفكر الإسلامي جمد منذ قرون، على نوعين، فكر لـ"جماعة المسلمين" وهي تعيش في ظل حكم غير إسلامي، وفكر لـ"السلطة الإسلامية". هل لاحظتي التسميات؟ في القديم كانت الحركة الإسلامية تسمي نفسها جماعة كذا، الآن الحركة الإسلامية تسمي نفسها دولة كذا. الحركات الإسلامية التي نراها الآن هي تجلي الفقه السياسي للإسلاميين وهم في السلطة، في مقابل الفترة السابقة التي كانت تعكس الفقه السياسي للإسلامجية وهم في المعارضة.


لذا إن كانت فظاعات الإسلامجية برزت خلال الفترة السابقة، فكوني ممتنة للحياة لأنها كشفت سلوك الدولة الإسلامية الحقيقي، وليس الأوهام التي كانت الجماعات تروج لها.



4-? هل ينبغي أن تكون "الهيئة" معيارا في اختيار الأفضل للوظائف؟


بعض الأمور لا نستطيع التحكم فيها، كالملامح، وأحيانا شكل الجسم بسبب عوامل وراثية. لكن فيما سوى ذلك، معظم مفردات "الهيئة" مرتبطة بنشاطات نستطيع أن نتحكم فيها. المحافظة على الرياضة، والاعتناء بالتفاصيل الجمالية، ليسا من الأمور التافهة، بل سلوك له دلالات، ومؤشر على ثقافة وفلسفة في الحياة، وعلى مزايا كالدأب والعزيمة وتخطيط الوقت.