شوكان.. لو لم يكن مصريا لخرج من السجن
"لو لم أاكن مصريا لوددت أن أكون مصريا".. قالها الزعيم مصطفى كامل قبل مائة عام، ليأتي بعدها الصحفى محمود أبو زيد "شوكان" ويختلف معه، فهو يتمنى ألا يكون مصريا اليوم حتي يستطيع التخلص من ظلمات السجن، التي صارعها على مدار 550 يوما بلا تهمة وبلا حكم- حسب قوله.
شوكان اختار أن يكون مصورا حرا منذ 6 سنوات خلال عمله مع عدد من الصحف المصرية والأجنبية، لكن السلطات الأمنية اختارت له يوم 14 أغسطس 2013 أن يكون مقيدا، فقط لرغبته في توثيق أحداث فض اعتصام رابعة العدوية.
شارك شوكان محبسه وقضيته مراسل قناة "الجزيرة"، عبدالله الشامي، لكن تم الإفراج عن الأخير في 17 يونيو الماضي، وبصدور قانون الإفراج عن الصحفيين الأجانب، لحق بعبد الله قبل أيام الصحفي الاسترالي، بيتر جريست، المتهم في قضية "خلية الماريوت"، وتنازل عن جنسيته المصرية مراسل القناة ذاتها، محمد فهمي، لينضم إلى سابقيه، ليظل شوكان، الذي لا يحمل سوى الجنسية المصرية، تُرفع صوره ويُهتف باسمه فى الوقفات الإحتجاجية، ويملأ شعار "الحرية لشوكان" صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بالإفراج عنه.
يقول شوكان في رسالته الثانية من محبسه:
"اغيثوني .. أثابكم الله . في طريقي لليوم 550 في الحبس الاحتياطي، حبس ليس له لون أو طعم أو شكل ولا حتى رائحة. ولا منطق!! .. بلا منطق، بلا محاكمة، بلا قانون. مجرد تهم على ورق تم قذفي بها دون تحقيق .. وقت يمر ويمضي وعمر ضائع بين أربعة جدران..
بلا منطق، كنا 900 متهم، وبلا منطق أصبحنا 300 متهم.
بلا منطق خرج زميلي مراسل الجزيرة عبدالله الشامي، الذي كان معي في نفس القضية، بل وفي نفس الزنزانة أيضا، وبلا منطق مازلت محبوسا، بينما هو حر طليق، ليس ذلك لعدالة القانون أو وجود تحقيق نزيه. بل لوجود مؤسسة إعلامية كبرى تقف جانبه.
بلا منطق أيضا خرج مراسل الجزيرة بيتر جريست الاسترالي الجنسية ومن ورائه محمد فهمي بعد تنازله عن جنسيته المصرية، وبلا منطق سيظل باهر في السجن فقط لكونه مصريا، لكن لا تقلق يا "باهر" فهناك الجزيرة تقف بجانبك، أما عزائي فأقدمه لنفسي ولزملائي الصحفيين المصريين، اللذين لا يملكون جنسية أخرى أو مؤسسة كبرى تقف بجانبهم.
ويختتم شوكان رسالته:
"في تحقيق أجراه معي أحد ضباط الأمن الوطني. سألني مندهشا، كيف يتم إلقاء القبض عليك مع صحفيين أجانب والإفراج عنهم في نفس اليوم والإبقاء عليك في السجن طوال هذه الفترة، هناك حلقة مفقودة؟!
شعرت أنه يسخر مني، لأنه حتما يعرف الإجابة. فقلت إن هناك بالفعل حلقة مفقودة ولا أجدها. كنت حريصا على أن أتجنب استفزازه. فأنا على يقين وعلى علم عن تلك الحلقة المفقودة، لكن الكلام مش هيودي ولا هيجيب، وقد وضح جليا بعد خروج الصحفيين الأجانب "كلاكيت تاني مرة"، وها هي الدولة المصرية بذاتها تعثر على الحلقة المفقودة وتقدمها كإجابة لضابط الأمن الوطني.
هذه إذا هى الحلقة المفقودة، أنني مصري. مشكلتي مع بلدي أني مصري، لا أنتمي لأي جماعة أو فصيل سياسي.. صحفي مصري فقط! فلو لم يكن خيار أمامي سوى أن أتبرأ من جنسيتي نظير نيل حريتي لفعلت!".