حلم التميز القطري.. التجنيس هو الحل
حققت قطر نجاحات في مجال الرياضة خلال فترة قليلة لا تتعدى 4 أشهر، ففي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2014، فازت ببطولة كأس الخليج "خليجي 22"، بالمملكة العربية السعودية.
والآن يحلم عديد من القطريين بتنظيم خليجي 23، بدلا من دولة العراق، التي اعتذرت عن استضافتها بسبب عجز الميزانية، وهو الأمر الذي ألمحت له جريدة "الراية" القطرية.
وعن المنتخب القطري لكرة اليد، فقد أدهش الجماهير الرياضية بمستواه المُتقدم، في فعالية بطولة كأس العالم الـ24 لكرة اليد، والتي تُعد أول دولة غير أوروبية تصل إلى نهائي البطولة، وتُحقق المركز الثاني، بفارق قريب عن المنتخب الفرنسي المنافس في المباراة النهائية.
ولا يمكن إنكار أن دولة قطر نجحت في أن تكون محطا لأنظار العالم، سواء على المستوى السياسي، الذي دار حوله الكثير من الجدل، ما بين دعمها لجماعة الإخوان، وسعيها للمُصالحة مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وعودة السفراء الخليجيين؛ أو على المستوى الرياضي، حيث فازت قطر بأحقية تنظيم كأس العالم 2022، وهو الأمر الذي أشابه العديد من الشبهات، والاتهامات للدوحة بشراء ذلك الفوز.
وعلى صعيد آخر، يأتي ملف "التجنيس"، المُثير للجدل، حيث سعت قطر لذلك بالنسبة لمنتخبها بكرة القدم، واتجهت فيما بعد لتطبيقه في منتخب كرة اليد، حتى حالفها الحظ وحققت النجاح المأمول. وبشكل عام، فإن الاتحادات الرياضية في قطر تتبع سياسة التجنيس في عدد من الألعاب الأخرى، سواء الفردية أو الجماعية، بهدف تحقيق النجاح.
وبمتابعة التقارير الصحفية الرياضية، فإن الاتحاد القطري استطاع أن يقنع لاعبين أجانب من أصحاب الخبرة، باللعب في الأندية القطرية لقيادة مجموعات من الشباب، لا تزيد أعمارهم على 22 عاما، ومن بينهم الإسباني بورخا فرنانديز، والكوبي رافائيل دا كوستا كابوتي، والفرنسي برتران روانيه، حيث حصلوا على الجنسية القطرية، واللعب لصالح منتخبها، وذلك لأن القوانين في كرة اليد ليست قاسية كما في كرة القدم بالنسبة للتجنيس، إذ يستطيع أي لاعب أن يلعب لصالح بلد آخر، شرط أن يمر 3 سنوات على آخر مباراة رسمية مع بلده الأصلي.
وسرعان ما التفت جماهير الخليج والدول العربية، إلى الفريق الذي ظهر بأكمله تقريبا من المجنسين، لدرجة الملاحظة أنه يردد النشيد الوطني بصعوبة، وهو ما أثار الجدل مرة أخرى، ومن ثم بدأت التحليلات والآراء سواء على أرض الواقع ووسائل الإعلام التقليدية، أوغيرها من الوسائل الحديثة، حيث مواقع التواصل الإجتماعي، وبالأخص "تويتر".
فهناك من يعترض على "التجنيس"، حيث الكم الكبير في اتباع ذلك، ومن القطريين يريد أن يكون هناك لاعبين من أبناء قطر، ليشعرون بالنجاح الحقيقي ـ على حد قولهم ـ وهناك من يرى أن قطر حققت بذلك إنجازا، ومن ثم فهم لا يهتمون بكون النجاح على يد أبناء الوطن، أو بسبب "التجنيس".
وهناك من يسخرمن الوضع، قائلاً: "بدل تجنيس اللاعبين فقط، ممكن يجنسون لهم جمهور كمان". وهنا تجدُر الإشارة إلى أن الأمر يبدو واقعا، حيث غرد سابقا المعارض القطري، خالد الهيل، من خلال حسابه الرسمي على "تويتر"، بأن: "استعانة حكومة قطر بالإسبان لتشجيع المنتخب أدى إلى استهجان شعبي، فحاولوا الترقيع بإجبار الشعب على الحضور".
في حين يرى آخرون أن هذا حق مشروع لقطر، وأن هناك العديد من الدول الأوروبية والأمريكية اتبعت تلك السياسة، وأن قطر لم تأت بشئ غريب. ويؤكد البعض أن المشكلة بالنسبة لهم لا تكمُن في سياسة "التجنيس" نفسها، ولكن في فكرة تجنيس لاعبين غير عرب، متسائلين ما هى الفكرة من تجنيس لاعبين يبعدون عن عاداتنا وتقاليدنا وثقافاتنا؟!.
وعن بعض التخوفات التي تُثيرها الرغبة المُلحة لدى قطر في أن تُصبح عاصمة الرياضة في العالم - طبقا لما تناولته العديد من الصُحف والشخصيات الإعلامية القطرية - في أن تكون خلفها أهداف أخرى خفية، فيعتقد البعض أن ذلك يقتصر على الرغبة في النجاح في المجال الرياضي، وربما يكون له أهداف إقتصادية بعيدة المدى، إضافة إلى أن قطر منذ زمن تبحث عن تحقيق الإنجازات، التي تجعلها في مرتبة متقدمة تجذب أنظار العالم إليها.