التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:47 ص , بتوقيت القاهرة

زوجة الكساسبة: كان يشعر أن الرحلة الأخيرة لن تمر بسلام

في أثناء اعتصام زوجة الطيار الأردني معاذ الكساسبة، أنوار الطروانة، بجامعة بالعاصمة الأردنية عمان، في محاولة منها للضغط على الحكومة الأردنية للعمل على تحرير زوجها من أسر تنظيم داعش، تلقت اتصالا هاتفيا من أمها وهي تبكي، ما أشعرها بحدوث أمر جلل، حسبما ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة.


وبالتأكيد لم تقتنع الطروانة أن دموع أمها كانت بسبب شجار بين أخويها الصغار، وحينما اطّلعت على موقع "فيس بوك" من هاتفها، رأت أحدهم كتب:  "ارقد فى سلام يا معاذ"، فوقعت مغشية عليها.


وتحكي الطروانة للصحيفة البريطانية أنها لم تكن قد شاهدت الفيديو المروع، بعد، حيث تضرم النار في زوجها حيا داخل قفص حديدي.


وتضيف الطروانة أن زوجها كان يشعر قبل مغادرة المنزل لآخر مرة، أن رحلته الجوية تلك لن تمر بسلام، وتمنى امتلاء السماء بالغيوم كي لا يطير.


وقالت الصحيفة في أثناء حوارها مع الزوجة المكلومة فى بيت زوجها الذي "أصبح بطل الأردن اليوم"، إنها لم تستطع حبس دموعها عندما تذكرت كلمات زوجها قبل أن يغادر لرحلته الأخيرة، ونقلت عنها قولها: "كان لديه شعور بأن شيئا ما لن يكون على ما يرام، وكان قوله هذا غريبا، ولم يقله أبدا من قبل"، وبعدها بساعات أُسقطت طائرته فى الرقة، واحتجزه تنظيم داعش.


واستعادت أنوار ذكرياتها مع معاذ، ولمعت عيناها عندما تذكرت زواجهما السعيد  الذي لم يتعد الخمسة أشهر، ولكنها بالنسبة لها "أفضل من الـ25 عاما التي مضت" من حياتها.


وأضافت أنوار أن المرة الأخيرة التي تحدثت فيها مع زوجها، كانت عن الصلاة، عندما ذكّرها معاذ بأن تؤدي صلاة المغرب، وأخبرها أنه صلى للشهداء الذين لم يكن يعلم أنه سيكون واحدا منهم عن قريب.  


وتقول عائلة الكساسبة إنه كان شابا متدينا وخلوقا ومحبا لعائلته، وكان دائم الحرص على الذهاب للمدرسة، والتقدم في حياته سريعا، وكأنه كان يعلم أن عمره قصير، حتى إنه فى سن السادسة والعشرين، اشترى مزرعة، وعلى الرغم من أن والد معاذ كان يتمنى لابنه أن يدرس الطب في موسكو، إلا أن معاذ كان عازما على الانضمام لسلاح الطيران، وكان فخورا بكونه طيارا.