"الأطباء": ليس دورنا مكافحة ختان الإناث
"المخ هو مصدر الرغبة الجنسية ومحرك الشهوة، وإننا لو أردنا أن نفرمل هذه الرغبات والشهوات ما علينا إلا تنفيذ أمر طبي واضح وصريح وهو بتر المخ مصدر هذه الشرور والآثام"!!
دكتور خالد منتصر من كتاب الختان والعنف ضد المرأة
بحملات توعية للحد من جريمة ختان الإناث، المنتشرة في كل البلدان، يقف العالم في وجه هذه العمليات في اليوم العالمي لمكافحة الختان، ففي مصر لا تكون التوعية قاصرة على الأسر الفقيرة، غير المتعلمة، التي تعيش في الأرياف والقرى فقط، إنما تصل للأطباء المتعلمين أيضا والحاصلين على الشهادات العليا، فالختان جريمة مشتركة بين الأسرة والطبيب في حق أنثى لا تمتلك أدنى حق للدفاع عن نفسها أمام مشرط صغير وأياد تتمكن من السيطرة عليها.
حاول "دوت مصر" التعرف على دور النقابة العامة للأطباء تجاه تلك العمليات، وجهودها مع اللذين يوافقون على إجراء عمليات جرمها القانون والإنسانية.
يقول نقيب الأطباء خيري عبدالدايم، "إن النقابة تطبق القانون على من تثبت إدانته في إجراء تلك العمليات"، وعن الدور الذي تقوم به النقابة، أكد "عبدالدايم" أنها تواجه الأطباء بالعواقب التي يتعرضون لها إن لم يلتزموا بالقانون كتحويلهم للجنة آداب المهنة.
ويرى النقيب العام أن النقابة ليس لها أي دور آخر، فنشر الثقافة هو الدور الأساسي للإعلام والمنظمات المدنية الخاصة والدولة، أما عن الأطباء فلا بد من توعيتهم من خلال برنامج التدريب الطبي، الذي يخضعون له قبل ممارسة المهنة خاصة رؤساء الوحدات الطبية في الأرياف.
من جانبه قال عضو مجلس النقابة العامة للأطباء الدكتور خالد سمير، "إن ختان الإناث ليست مشكلة طبية إنما مشكلة تثقيفية، فتجريم القانون للعمليات لا يمنع الاستمرار في عملها"، أما عن دور النقابة فأكد سمير "أن النقابة لم تخطر إلا في حالات الوفاة، وهي حالات بسيطة جدا، وهذه أزمة، فلا يتم معرفة العمليات التي تمر بسلام أو التي يحدث بها مضاعفات صغيرة كانت أو كبيرة، وبالتالي لا تأخذ النقابة إجراءات فيها".
وأضاف "سمير" أن مشكلة الأطباء هي الجزء البسيط في المشكلة، فالمشكلة الأساسية في تفكير الناس، مؤكدا "أن بعض الأطباء يلجأون لتلك العمليات، نتيجة الاحتياج المادي، وهو ليس مبررا لأفعالهم وإنما شرح للظروف التي يمروان بها، هذا غير الأطباء المقتنعين اقتناعا تاما بصحة العمليات رغم تجريم القانون لها، وغيرهم ممن لا يعرفون أنها مجرمة وهذه أزمة ثقافة وإعلام".
واختتم الدكتور خالد سمير كلامه، قائلا "إن النقابة ليس دورها توعية الناس، فهذه مهمة الإعلام ووزارة الصحة والهيئة العامة للاستعلامات ومنظمات المرأة والبرامج التثقيفية في المدارس والمحاضرات في الجامعات، وعلينا الاعتراف أننا مجتمع متأخر ثقافيا".
أما الأمين العام المساعد لنقابة الأطباء الدكتور رشوان شعبان، فيرى أن نقابة الأطباء دورها هو توعية الأطباء بحظر خفاض الإناث، حسب القانون الصادر، وإذا جاءت شكوى ضد أحد الأطباء، فتتم إحالته للتحقيق من خلال لجنة آداب المهنة، وتعرضه للعقاب بداية من "اللوم والتنبيه، والغرامة المالية، ووقف القيد المؤقت، حتى الشطب النهائي من المهنة"، مؤكدا أن تغيير تفكير الناس هو الأهم، لأن الموروث الثقافي لديهم، يجعلهم متمسكين بهذه العادة حتى لو تمت حملات كثيرة.