التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 01:24 م , بتوقيت القاهرة

مفتي الجماعة الإسلامية: أبو بكر لم يحرق أحدا لكن عليا فعلها

<p dir="RTL" style="text-align: justify;">أفتى مفتى الجماعة الإسلامية، الشيخ عبد الآخر حماد، بأن ما قيل إن بعض الصحابة كأبي بكر وعلي رضي الله عنهما أنهما قتلا حرقا، فالجواب أنه لا يصح ذلك عن أبي بكر رضي الله عنه، وقد ورد في ذلك عنه قصتان أولاهما: قصة رجل كان ينُكح كما تنكح المرأة، وفيها أن خالد بن الوليد رضي الله عنه كتب إلى أبي بكر بشأنه، وأن الصديق رضي الله عنه أمر بعد استشارة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرقه بالنار. لكن هذه القصة لا تصح، وممن نبه على ضعفها ابن حزم والبيهقي في السنن الكبرى.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">واستكمل حماد فتواه، التى أصدرها اليوم الخميس، بأن قصة إحراق أبى بكر رجلا يدعى الفجاءة السلمي ،كان قد جاء إليه رضي الله عنه ،وسأله أن يعطيه سلاحا ليقاتل المرتدين ،فلما خرج صار يقتل المسلمين والمرتدين فأرسل إليه الصديق من يقاتله، وأمر بإحراقه.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وهذه القصة أيضا لا تصح فقد ذكرها ابن عبد البر في الاستيعاب عن سيف بن عمر، ثم قال : (سيف بن عمر التميمي كذاب متهم بالزندقة) ،وقال الهيثمي في مجمع الزوائد عن هذا الأثر : (رواه الطبراني وفيه علوان بن داود البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر مما أنكر عليه ).</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وبخصوص علي بن أبى طالب، يقول حماد، أما علي رضي الله عنه فقد صح عنه أنه حرق جماعة من الزنادقة كما أخرجه البخاري وغيره، ولكن أنكر عليه ابن عباس رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري عن عكرمة: (أُتي علي رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباسٍ فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعذبوا بعذاب الله) ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من بدل دينه فاقتلوه) [أخرجه البخاري] .</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"> ومعلوم أنه إذا اختلفت أقوال الصحابة لم يكن قول بعضهم حجة على بعض، بل ينظر أي القولين أقوى دليلا ولا شك أن قول ابن عباس رضي الله عنه هو المستنِد إلى سند صحيح من كلام النبي صلى الله عليه وسلم.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأضاف مفتى الجماعة الإسلامية إن هناك فارقا مهما بين الحالة التي حرق فيها علي رضي الله عنه، وبين ما نحن بصدده، فعلي رضي الله عنه حرق أقواما كان بمقدورهم أن يدفعوا عن أنفسهم ذلك الحرق، وذلك أنهم كانوا قد ادعوا أن عليا هو الله وأنه خالقهم ورازقهم، فنهاهم علي رضي الله عنه عن ذلك يومين.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأضاف أنه لما كان اليوم الثالث قال لهم: (لئن قلتم ذلك لأقتلنكم بأخبث قتلة) فأبوا إلا ذلك فحرقهم)، أي أن قتلتهم الشنيعة كانت بسبب عنادهم وإصرارهم على كفرهم بعد أن نصحهم علي رضي الله عنه مرارا،أما الأسير فهو شخص مستضعف لا يمكن أن يتساوى حاله مع حال أولئك الزنادقة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وقال "من أجل ذلك كله نرى أن ما نسب إلى تنظيم الدولة من الإقدام على قتل ذلك الطيار الأردني حرقا لا يجوز، وأن فيه مخالفة شرعية ظاهرة، وأنصحهم بالتوبة إلى الله تعالى والكف عن مثل هذه الممارسات".</p>