التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:01 ص , بتوقيت القاهرة

آل شيخ.. رجل "الأمر بالمعروف" المثير للجدل

3 سنوات مرت على تولى الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية، وذلك قبل أن يصدر العاهل السعودي الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أمرا ملكيا بإعفائه من منصبه، ضمن التغيير الحكومي الجديد، قبل أن يتسلم الدكتور عبد الرحمن السند منصب رئاسة الهيئة عوضا عنه.


وشهدت المملكة العربية السعودية، موجة من الانتقادات الإيجابية والسلبية، للتغيرات التي صنعها الملك سلمان بن عبد العزيز في حكومته، كأول بصمة له في تاريخه الملكي، ونال الرئيس العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودي، الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، قسطا كبيرا من التعليقات، التي انقسمت بين الحزن والتفاؤل من عهد جديد للهيئة، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن من هو الرئيس السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟


"آل الشيخ" في سطور


الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، رجل الشريعة الإسلامية السعودي، الذي تقلد في المناصب حتى ترأس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي يطلق عليها البعض "الشرطة المدينة السعودية"، وفي بداية مشواره المهني، عين آل الشيخ مديرا عاما لإدارة التفتيش في الرئاسة العامة لإدارات البحوث بالتكليف، كما عين مساعدا لأمين ثاني عام لهيئة كبار العلماء بالمملكة.


كما تولى الشيخ عبد اللطيف منصب خبيرا للشؤون الإسلامية، ثم عين مستشارا خاصا للأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود عندما كان أميرا للعاصمة السعودية الرياض آنذاك، كان ذلك قبل أن يصدر قرارا بتنصيب آل الشيخ، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بمرتبة وزير،  في الـ13 من يناير/كانون ثاني لعام 2012.


وكان الشيخ عبد اللطيف، حصل على عدد من المؤهلات العلمية، ففي 1974 حصل على البكالوريوس من كلية الشريعة بالعاصمة السعودية الرياض، ثم نال درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء تخصص فيه مقارن  بتقدير جيد جدا، وذلك خلال عامي 1983 و1984 ، كما نال عبد اللطيف، شهادة الدكتوراة في العلوم الإسلامية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مع مرتبة الشرف الأولى، وفي عام 1996 تم التوصية بطباعة رسالته وتبادلها مع الجامعات العالمية.


نشاطات


شارك الرئيس العام السابق لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في عدد من الأنشطة الإنسانية والخيرية، كما أن لديه العديد من المؤلفات، من أبرزها، كتاب بعنوان "خصوم الدعوة في العهد المدني ومظاهرها في العصر الحاضر"، و كتاب فقهي يحمل عنوان "الحيازة والتقادم في الفقه الإسلامي مع مقارنة بالقانون الوضعي".


أعمال لا تنسى


من المواقف المشهودة للشيخ عبد اللطيف عبد العزيز آل الشيخ بعد توليه رئاسة الهيئة، أنه كان يمتلك المرونة في الحديث عن القضايا المثيرة للجدل، مثل إغلاق المحلات وقت الصلاة وغطاء الوجه للنساء السعوديات، كما قام الشيخ خلال فترة رئاسته للهيئة، بإعادة ضبط وتنظيم جهاز الحسبة "هيئة الأمر بالمعروف"، وفقا للأنظمة المعمول بها بالمملكة، كما منع آل الشيخ، المتعاونين من ضبط المخالفات داخل جهاز الحسبة لتنظيم العمل الإداري والميداني، بما يكفل مصداقية ضبط الوقوعات ومحاسبة المتجاوزين من منسوبي الهيئة.


كما أقر عبد اللطيف، منع الصادرات بعربات الهيئة حفاظا على أرواح المخالفين وعامة المارة والاكتفاء بالتدوين لأرقام العربات وتمريرها للجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وإزالة مصدات جميع عربات الحسبة تأكيدا على قرار منع المطاردات الميدانية واتباع القرارات الصادرة عوضا عنها في مثل تلك الحالات، بالإضافة إلى ضرورة ضبط المخالفات الميدانية في الموقع نفسه وإحالة المخالفين للجهات المختصة مباشرة دون الانتقال أي مكان آخر.


نظرة "آل الشيخ" للمرأة


وحظى العنصر النسائي جزء كبيرا من اهتمام الشيخ عبد اللطيف، إذ حاول خلال رئاسته للهيئة توظيف العنصر النسائي في جهاز الحسبة، كما هو معمول به في وزارة التعليم السعودية، وتخصيص مقرات مستقلة تماما لهن، وذلك لتسهيل مراقبة المحلات النسائية المغلقة، خاصة المحلات التجارية وصالونات التجميل، والكليات والجامعات، والتي يتعذر على رجال الهيئة الدخول لها، ويذكر أن عدد المتخرجات في تخصص الحسبة من السعوديات يتجاوز 450 خريجة.


كما شُهد للشيخ عبد اللطيف، الشفافية التامة في تكريم وتأديب رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظهر هذا جليا في قضية "حافلات الفتيات"، والتي اعترضهن رجال الهيئة وتركهن في الطريق، والتي عوقب رجال الهيئة المخالفين بالنقل من أماكنها الوظيفية، وكذلك قضية التعدى على شاب سعودي في مول الرياض بالضرب، والتي تم تأديب أعضاء الهيئة المتورطين فيها.


وكان من بين الضوابط التي أقرها الشيخ أيضا، منعه المتعاونين من العمل مع أعضاء الحسبة في ضبط الوقوعات لعدم القدرة على إيقاع العقوبات على المخالف منهم في حق المرتكب للمخالفة الشرعية، وقبول تعاونهم بإبلاغ جهاز الحسبة عن أي مخالفة شرعية يجدونها وليس بمباشرة ضبطها من قبل غير المختصين.


وعلى الرغم، أن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، كان حريصا على مراقبة عمل رجال الهيئة في الأسواق والشوارع، من خلال عمل جولات ميدانية داخل الأسواق التجارية والشوارع السعودية، للتعرف على ردود أفعال السعوديين على أعمال رجال الهيئة، والتي كانت تقابل جميعها بالمدح والثناء، إلا أنه واجه موجه عارمة من الانتقادات والإساءات بعد إعفائه من رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.


كيف احتفل "توتير" بآل الشيخ ؟


وتحت هاشتاج #إعفاء_آل_الشيخ، تبيانت خلاله ردود أفعال السعوديين، لكن ما أثار تلك الردود حول احتفال بعض أعضاء الهيئة بقرار إعفاء الشيخ، بالسجود شكرا لله.


 




 


 


 



 


 




 


 



 


 




 


 



 




 


 



ويذكر، أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أعلنت عن ملاحقتها لكل من يسئ إلى الرئيس العام للهيئة السابق، وذلك من خلال رصدها لبعض الصور والفيدويهات التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والعبارات التي قد تسئ لحق الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ، فيما قام مواطن سعودي بذبح ناقة احتفالا منه بإعفاء آل الشيخ من رئاسة الهيئة، في الوقت الآخر الذي قام به أحد أصحاب المحلات السعودية بتوزيع الحلوى احتفالا منه بذلك.



وفي المقابل، أعلن آل الشيخ، في تصريحات صحفية تناقلت وسائل إعلامية، أنه لن يقاضي من أساء إليه، قائلا: "لن أرفع أية قضية على من أساء لي خلال الفترة الماضية، واكتفى بالقول، الله حسيبهم".