التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:04 م , بتوقيت القاهرة

"سي إن إن" ترسم خريطة أحداث الشرق الأوسط

لم يخلُ الشرق الأوسط في أي فترة من الفترات التي شهدها تاريخه من الصراعات، ولكن هذه الأيام الاضطرابات تشتعل في معظم أرجاء المنطقة بصورة أكبر، حتى أن الدول الغربية نفسها  تعاني من تبعاتها، حسبما يقول تقرير نشره موقع السي إن إن، رصد فيه البؤر المشتعلة في الشرق الأوسط وحجم المخاطر التي تمثلها على الغرب والعالم.


اليمن
ماذا يحدث
فوضى تامة، الحكومة لا تملك السيطرة على الموقف بينما ينتشر العنف الذي يمكن وصف جزء منه بالطائفي، بفضل وجود القاعدة هناك، مع استقالة الرئيس وسعي جماعة الحوثي الشيعية للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بالقوة، وإخضاعهم العاصمة وأجزاء أخرى من اليمن.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
انعدام سيطرة الدولة على الأمور يعني إفساح المجال للقاعدة في اليمن، والتي تعد الأخطر، حاليا، على مصالح الغرب، بل وصلت لتحريك مقاتلين في قلب أوروبا، كما حدث في هجمات باريس.


السعودية
ماذا يحدث
منذ إنشائها في 1932 وهي من أكثر الدول استقرارا في العالم، حيث شهدت انتقالات سلسة في الحكم بين ملوكها، لكن التهديدات المحيطة بالمملكة هذه المرة أكبر بكثير من أى فترة، فداعش المسيطرة على مساحات كبيرة من العراق تهدد علنا بمد نشاطها للمملكة، كما أن الحكومة السنية التي كانت في اليمن ذهبت وحل مكانها جماعة الحوثي، التي تدين بالولاء لإيران، التي تمثل هي الأخرى تهديدا على مصالح السعودية منذ قيام الثورة الإسلامية بقيادة الخوميني، إضافة إلى الأقلية الشيعية بالسعودية، والتي توجد في أكثر المناطق ثراء بالنفط، ومع كبر سن الملك الحالي، وكبر سن ولي العهد، والتحدي الكبير المتمثل في انخفاض أسعار البترول، تبدو السعودية ضالعة في مواجهة تحديات كبيرة.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
ليس من الممكن التنبؤ حاليا بمدى التغير الذي سيطرأ على سياسات المملكة بعد تولى الملك سلمان الحكم، وخاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، والصراع في سوريا، وإذا ما كان سيتمكن من فرض أي تأثير على الصراع الدائر في اليمن، كما ليس من الواضح إمكانية تحديد طبيعة العلاقة التي ستكون عليها السعودية في عهد سلمان مع الولايات المتحدة، ولا عن نيته بالنسبة لتخفيض إنتاج النفط، ومن ثم رفع أسعاره مرة أخرى.


سوريا 
ماذا يحدث
الصراع في سوريا، والذي بدأ في 2011 باحتجاجات تحولت إلى صراع عسكري دموي، ما أدى إلى اشتعال حرب أهلية طائفية بين السنة والنصيرية، الذين ينتمي لهم الرئيس، ليتحول 3 مليون سوري إلى لاجئين و6.5 مليون سوري إلى مشردين.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
تحد سوريا من الشمال تركيا، وهي دولة عضو بالناتو، إضافة للأردن وإسرائيل، وكلاهما من أقوى حلفاء أمريكا في المنطقة، ما يزيد المخاوف من امتداد الصراع في سوريا إلى تلك الدول نتيجة العداء الذي تكنه "داعش" لأمريكا وحلفائها، وتهديدها لهم بالوقوع في مرمى نيرانها، خاصة بعد الحملة التي تشنها الولايات المتحدة ضد "داعش" في سوريا والعراق، بمساعدة الأردن، ودول عربية أخرى، إضافة إلى مشكلة اللاجئين التي يعاني منها تركيا ولبنان، وزيادة الاحتقان في هذين البلدين، نتيجة وجود أقليات نصيرية فيهما، حيث حدثت اشتباكات بين اللاجئين السنة السوريين وبين النصيريين. 


العراق 
ماذا يحدث
تسبب حكم المالكي في حدوث احتقانات طائفية كبيرة في العراق؛ نتيجة تفضيله الشيعة على السنة، ومع اضطراب الوضع في سوريا تمكن الآلاف من مقاتلي "داعش" من الأجانب والعراقيين السنة، الذين يشعرون بالاضطهاد من المالكي، إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من العراق، من بينها الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، حيث يسعى مقاتلو "داعش" إلى السيطرة على بغداد والإطاحة بالحكومة الحالية، إلا أن الضربات الجوية الأمريكية حالت دون وقوع ذلك.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
تعد العراق ذات أهمية بالغة، لأنها تمثل مرتعا للإسلاميين المتشددين، يمكنهم من خلاله ضرب الغرب الذي يخشى أن تتحول العراق إلى مركز تدريب لمقاتلي "داعش" من أجل إعدادهم لشن هجمات ضد المصالح الغربية في الشرق الأوسط، وهو ما دفع أوباما للدعوة لشن حملة دولية ضد التنظيم في سوريا والعراق.


إيران 
ماذا يحدث
منذ إطاحة الثورة الإسلامية في إيران بالشاه وعلاقة إيران بدول المنطقة متوترة؛ لرغبة طهران في تصدير مشروعها الثوري الإسلامي للدول المجاورة، إضافة إلى توتر علاقتها بالغرب، الذي يرى فيه الملالي الحليف الأكبر للشاه طوال سنوات حكمه التي شهد قمعا واضطهادا لرجال الدين الشيعة والمعارضين الإيرانيين، وجاءت قضية الملف النووي الإيراني لتزيد من التوتر بين إيران والغرب؛ إذ ترى فيه إيران حجر عثرة في طريق تحقيق حلمها النووي، بينما يرى الغرب وإسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يمثل خطرا بالغا على مصالحهما في المنطقة، وعلى أمن إسرائيل. إلا أنه منذ انتخاب الرئيس روحاني والتصادمات التي كانت تميز عهد سلفه خفت بدرجة كبيرة، ولكن لازالت مشكلة البرنامج النووي عالقة.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
الغرب والولايات المتحدة يريان في البرنامج النووي الإيراني أكبر تهديد لأمنهما، فالعداء الإيراني المستميت للغرب والولايات المتحدة لا يخفى على أحد، كما أن الوقت ليس في صالح الغرب، حيث يرى البعض أن التلكؤ في المحادثات مفيد لإيران؛ حيث تسرع الخطى نحو تخصيب اليورانيوم، فيما تدعي جديتها في المشاركة في المفاوضات لإيجاد حل لمعضلة البرنامج النووي الخاص بها، وعلى الجانب الآخر فإن التوتر الذي تشهده إسرائيل في صراعها مع "حزب الله"، المدعوم كليا من إيران وسوريا، سيضيف أعباء أمنية كبيرة على إسرائيل وعلى الغرب في الوقت نفسه، أو حسبما قال حسين سلامي، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، في تصريح تلفزيوني "على إسرائيل أن تنتظر ردا ساحقا".


إسرائيل
ماذا يحدث
رغم انتهاء الحملة العسكرية الدامية التي شنتها إسرائيل ضد غزة، الصيف الماضي، إلا أن أسباب التوتر لازالت قائمة، وتشهد إسرائيل هجمات متفرقة من أنصار "حماس" ضد مدنييها، ورغم أنه لا توجد دلائل على اندلاع انتفاضة ثالثة، لكن لا توجد أى بارقة أمل أيضا، فمع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية يتخذ نتنياهو أسباب التوتر ذريعة لإقناع الإسرائيليين بأنه الأحق في قيادتهم، بل وسعى إلى مد دعايته الانتخابية لتصل إلى الولايات المتحدة؛ حيث من المقرر أن يلقي خطابا في الكونجرس مارس/آذار القادم، لكنه لن يلتقي بالرئيس الأمريكي، في مؤشر يعتبرها البعض دليلا على البرود في العلاقة بينهما.


أهمية ما يحدث بالنسبة للغرب والعالم
إسرائيل مهمة بالنسبة للولايات المتحدة؛ لعدة أسباب منها، أنها نموذج ديمقراطي تدافع عنه أمريكا، إضافة إلى المصالح الاستراتيجية والأمنية المشتركة، فأعداء أمريكا في المنطقة مثل إيران و"داعش" هم أعداء ألداء لإسرائيل أيضا، إضافة للمصالح الانتخابية والثقل الانتخابي الذي يمثله الموالون لإسرائيل في الولايات المتحدة، كما أن محاولات نتنياهو لفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي يجعله يقع في وسط معترك السياسة الأمريكية؛ نظرا لأن الأزمة النووية الإيرانية وضعت أوباما والديمقراطيين في مواجهة شرسة مع الجمهوريين.