التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 07:37 ص , بتوقيت القاهرة

ماذا تعرف عن صوم "يونان النبي"؟

يبدأ اليوم، الإثنين، الأقباط في صوم يونان، والمعروف بصوم نينوي أيضا، والذي يستمر لمدة 3 أيام، لينتهي بفصح يونان يوم الخميس المقبل.


ويونان هو نبي عاش مع بني إسرائيل أرسله الله لأهل نينوي الذين أخطأوا أمام الله ليطلب منهم التوبة، إلا أن يونان خاف جدا من أهل نينوى فهرب إلى مدينة ترشيش، إلا أن الله أرسل ريحا عظيما وكادت أن تهلك المركب بمن فيها، وقام البحارة بعمل قرعة ليعلموا من هو سبب هذا الغضب العظيم بعد أن شكوا في الأمر فاستقرت القرعة على يونان 3 مرات.


وفي النهاية اعترف يونان بأنه خالف قول الله، فما كان منهم إلا أنهم ألقوه في البحر، إلا أن الله كان أعد حوتا عظيما فابتلعه وظل في جوفه 3 أيام قدم فيها توبة حقيقية إلى أن لفظه على الشاطئ قرب نينوي، وقام يونان بمهمته وتابت بلده نينوي كلها على يديه. 


ويقع صوم نينوي قبل بدء الصوم الكبير بأسبوعين، ومدة هذا الصوم حسب طقس الكنيستين السريانية والقبطية هو ثلاثة أيام، أما الأرمن الأرثوذكس فيصومونه خمسة أيام، ولا تعرفه الكنيسة اليونانية.


ودخل هذا الصوم إلى الكنيسة القبطية في أيام البابا إبرآم ابن زرعة السرياني (976- 979م) البطريرك الـ62 في القرن العاشر، حيث كان البابا ابرآم سرياني الأصل، وكان السريان يصومونه قبل القرن الرابع الميلادي.


وكان عدد أيام هذا الصوم قديما ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط، تبدأ صباح الاثنين الثالث قبل الصوم الكبير، وكان قد أهمل عبر الأجيال.


ويذكر مار ديونيسيوس ابن الصليبي (1171+) أن مار ماروثا التكريتي (649+) هو الذي فرضه على كنيسة المشرق في منطقة نينوى أولا، ويقول ابن العبري نقلا عن الآخرين إن تثبيت هذا الصوم جرى بسبب شدة طرأت على الكنيسة في الحيرة (وباء خطير فتك بالأهالي) فصام أهلها ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ مواصلين الصلاة إتماما لوصية أسقفهم (مار سوريشو مطران)، الذي أراد تقليد أهل نينوي لعل الله يستجيب ويخلصهم من الوباء، فنجاهم اللّه من تلك التجربة.


وظل هذا الصوم يتأرجح، حتى نجده صار صومًا مستقرًا في الكنيسة في قوانين ابن العسال في القرن الثالث عشر، كما ذكره ابن كبر +1324م كصوم مستقر في الكنيسة.