التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:23 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| الصوراني: تحركات عربية لمحاكمة مسئولين إسرائيلين أمام الجنائية الدولية

أكد رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، نائب رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ومدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، راجى الصوراني، أن المراحلة الراهنة تشهد تطورا خطيرا في أوضاع حقوق الإنسان في الوطن العربي، منتقدا استغلال الحرب على الإرهاب كفزاعة باسم الأمن القومي للتصدي ضد أي طرح حقوقي.


"الصورانى" الحاصل على جائزة نوبل البديلة أكتوبر 2013،  وأحد رواد الحركة الحقوقية العربية، كشف في حوار مع "دوت مصر" على هامش المؤتمر الإقليمي "دولة الحقوق" الذي عقد بالقاهرة، عن تحركات عربية دولية لمحاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي أمام المحكمة الجنائية الدولية.


وإلى نص الحوار..


 


*في البداية ونحن في مؤتمر "دولة  الحقوق" ماهو تقييمك لأوضاع حقوق الإنسان في العالم العربي؟


المرحلة الراهنة تشهد تدهورا خطيرا في حقوق الإنسان، فهناك تراجعا واضحا للحريات، والدليل أن قتل مئات المواطنين بات أمرا عاديا يمارس يوميا، وهو ما نراه في العراق واليمن وسوريا وليبيا والسودان، وكأن الشعوب تكفر عن ثوراتها.


وأنا شخصيا لم أكن أتوقع هذه المرحلة الدموية، فالوضع مؤلم ويتحتم معه النقد الذاتي.


 


*وما تقييمك للحركة الحقوقية العربية أمام تلك الانتهاكات؟


الثابت أن ما من دولة لديها منظمات قوية إلا ونجحت في تجنب الحرب الأهلية والصراع الداخلي الدموي مثل تونس والمغرب. وهذا لا يعني عدم نزيف دماء في تلك الدول، ولكن الأمر بها ليس مأساويا مثل تلك الدول التي لا تتمتع بمنظمات حقوقية قوية.


*برأيك كيف ترى ربط السلطات بين الحرب على الإرهاب وتقييد الحريات؟


الحرب على الإرهاب فزاعة قديمة جديدة تستخدم باسم الأمن القومي ويُلوح بها في مواجهة أي انتقادات أو أي طرح حقوقي.


ويبرز هنا دور المنظمات الحقوقية في صد توغل السلطة على حقوق المواطن، مع الوعي بحق الدولة في ضبط الأمور والحفاظ على المؤسسات والقانون.


*ما تقييمك لأداء عمل المنظمات الحقوقية في مصر؟


الحركة الحقوقية في مصر من أقوى وأقدم الحركات بالمنطقة العربية. وبشكل عام فإن تنوع المنظمات من منطلق البواعث والأهداف مثل حقوق المرأة والطفل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحقوق المدنية، يبعث حالة من التميز بين منظمة وأخرى.


*وماذا عن المنظمات المصرية التي نقلت أعمالها للخارج بسبب التضييق الحكومي عليها، حسبما أعلنت؟


بالنسبة لي من المحظور أن نبحث عن ملاذ أمن خارج أوطاننا لكي نناضل من أجل الحريات بها، فالنضال يكون على الأرض، ولا أشعر بقيمة لأي عمل خارج الوطن، فهذا ما علمتنا التجارب إياه؛ إذ أن العامل في مجال الحقوق هو حالم ثوري دوره التفاعل المباشر مع مجتمعه.


وإذا قررنا أن نعمل خارج أوطاننا فهذا علامة ضعف وفشل في طريق النضال للقضايا الديمقراطية.


*ننتقل إلى الوضع الحقوقي الفلسطيني، كيف ترى انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية؟


بالفعل فلسطين صادقت ووقعت وأرسلت الطلب، وبالفعل قبلت عضويتها إبريل الماضي، ما يتيح لنا فرصة رائعة بالمرحلة القادمة لفتح تحقيق أمام المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل، خاصة وأن المحكمة كانت قد فتحت تحقيقا أوليا في هذا الشأن.


*وكيف ترى هذه الخطوة من المحكمة الجنائية الدولية؟


أراها إيجابية وتعطي مؤشرا بقناعة المحكمة بوجود جرائم حرب ارتكبها قادة إسرائيليون.


ماذا عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين؟


الاحتلال الإسرائيلي يمارس انتهاكات ضد الإنسان الفلسطيني، وهو ما برز في العدوان الأخير على غزة، حيث استشهد مايقرب من 2200 شهيد وجرح الآلاف، كما هدم نحو 40 ألف بيت، ودمرت أحياء بأكملها، فضلا عن استهداف المستشفيات.


*وماهو الجديد في دور المنظمات الحقوقية في مواجهة الانتهاك الإسرائيلي؟


فضلا عن التوثيق القانوني ومحاولة إيجاد العدالة، فالجديد هو توقيع الرئيس مصادقة على ميثاق روما، وهذا مطلب قديم جديد لمنظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، وتوقيعها يتيح فتح أبواب جديدة ضد الاحتلال. وهذه فرصة كنا ننتظرها وأعددنا لها إعدادا جيدا.


*كيف استعددتم لها؟


لا نتحدث بشكل مسبق عما نقوم به من عمل، ولكن هناك أربعة عناوين وضعت للنقاش والطرح، وهي ملف الحرب على غزة وما ارتكب خلالها من جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، والحصار على قطاع غزة والذي يحمل مسئوليته الاحتلال الإسرائيلي، وتهويد القدس عبر التطهير العرقي في القدس للمسلمين والمسيحيين، والاستيطان.