التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:43 ص , بتوقيت القاهرة

فيديو|"داعش" ينشر خطته للسيطرة على ليبيا

تصاعدت الأعمال التخريبية بالعاصمة الليبية، طرابلس، خلال الشهر الماضي، بدءا من إلقاء حقيبة متفجرة بمحيط السفارة الجزائرية بطرابلس وحريق "مجمع سوق الثلاثاء"، الذي دمر أكبر الأسواق التجارية والغذائية بالعاصمة، مرورا بتفجير سيارة مفخخة بفندق كورنثيا ومقتل وإصابة ما لا يقل عن 25 شخصا بينهم خمسة أجانب، وانفجار طائرة شحن بمطار معيتيقة، تضاربت الأنباء حول أسبابه، وأخيرا اختطاف أحد رجال الأمن الدبلوماسي المكلفين بحراسة مقر السفارة الأردنية صباح أمس، وتمكنت قوات الأمن من إطلاق سراحه لاحقا.



استراتيجية "داعش"


نشر تنظيم "داعش" على أحد مواقعه، تقريرا مفصلا بعنوان "ليبيا البوابة الاستراتيجية للدولة الإسلامية"، يشرح من خلاله أسباب اهتمامه بليبيا، وأبرز ميزاتها التي تجعل منها نقطة انطلاق مهمة نحو تحقيق "دولة الخلافة"، التي يزعم إنشائها.


ويشير التقرير إلى أن ليبيا تتمتع بـ"موقع استراتيجي يمكنها من تخفيف الضغط على مناطق دولة الخلافة في العراق والشام، خصوصا أنها تتميز بمساحة كبيرة جدا وصحراء شاسعة لا يمكن مراقبتها، وجبال محصنة تجعل الطائرات عديمة الجدوى".


وتابع "يكفي أن نقول إن ليبيا تطل على بحر وصحراء وجبال وعلى 6 دول مجاورة"، كما أشار التنظيم إلى أن "ليبيا ذات ساحل طويل ومطل على دول الجنوب الأوروبي، التي يمكن الوصول إليها بسهولة عن طريق الزوارق البسيطة.


ونوه التقرير إلى كثرة رحلات الهجرة غير الشرعية في هذا الساحل، وبأعداد تقدر بنحو 500 شخص يوميا، نسبة كبيرة منهم يستطيعون تجاوز النقاط البحرية الأمنية والوصول لداخل المدن، مؤكدا أن استغلال هذه الجزئية وتطويرها استراتيجيا بالشكل المطلوب، سيقلب حال "دويلات الجنوب الأوروبي للجحيم"، وإذا توفرت الإمكانيات يمكن إقفال الخط الملاحي واستهداف سفنهم وناقلاتهم.



وفي السياق ذاته، أكد تقرير "داعش" أن عمليتي تفجير السيارة المفخخة واقتحام فندق "كورنثيا" لن تكونا الأخيرتان على أرض طرابلس، بل لها ما بعدها، "ولينتظر أعداء الله من الصليبيين وأحلافهم ما يسوؤهم".


ونشر التنظيم صورتين قال إنهما لشخصين، تونسي وسوداني، تابعين له، ووصفهما بالإنغماسيين اللذين قاما بتفجير سيارة مفخخة أمام فندق كورنثيا واقتحامه بالعاصمة الليبيّة، وبث الخبر عبر الإنترنت، مصحوبا بصورتين لشابين يبدوان في العشرينيات من عمرهما.


وتبنى داعش العملية الانتحارية، مطلقا عليها اسم غزوة أبوأنس الليبي، وقال عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي ،"إن العملية الانتحارية بمحيط الفندق، استهدفت "مقرا يضم بعثات دبلوماسية، وشركات أمنية صليبية".


وبعد الحريق المدمر لمجمع سوق الثلاثاء، أعلن فرع التنظيم في ليبيا، مسؤوليته عن الحادث، وقال على صفحته بمواقع التواصل الاجتماعي "إن حرق المجمع لعدم امتثال المشرفين عليه لنزع الدعايات الأجنبية عليه ومنع بيع الملابس النسائية الفاضحة والدمى المعروضة".


وتبنى كذلك المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف بوابة (سوكنة) بالطريق البري الرابط بين بلدية براك وبلدية الشويرف المؤدّي إلى طرابلس بداية الشهر الماضي، وراح ضحيته تسعة من عناصر الكتيبة 168 مشاة، التابعة لما يعرف بـ"درع الجنوب" التابع للجيش الليبي، المكلفين بحراسة البوابة وستة من العاملين بها.


كما نشر التنظيم عبر أحد مواقعه على شبكة الإنترنت صور ما أُطلق عليها "غزوة أبوعثمان الأنصاري"، واصفا العملية بأنها نفذت ضد "المرتدين"، وتضمنت الصور بعض القتلى الذين كانوا يرتدون الزي العسكري وسيارات عسكرية اعتبرها التنظيم "غنائم"، وتظهر إحداها عملية إعدام نُفّذت بحق أحد الجنود، وتتطابق صور المكان الذي نشره التنظيم مع صور "بوابة سوكنة" التي تداولتها بعض صفحات التواصل الاجتماعي الليبية.


وقد انفجرت طائرة ليبية نوع "نيوشن" لنقل مواد الإغاثة أول أمس الجمعة بمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس، دون أن تحدث أي خسائر بشرية، وقال الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة بطرابلس، إن المعاينة الأولية تشير إلى أن انفجار الطائرة جراء أسباب فنية، نافيا أن يكون تم قصفها من أي طائرات حربية.


ثم انفجرت سيارة أخرى مساء يوم الجمعة بمنطقة الأندلس أمام "غرفة ثوار ليبيا" ولم تسفر عن أي خسائر بشرية.