التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 05:22 م , بتوقيت القاهرة

مزارع شبعا.. شوكة في ظهر إسرائيل

في واقعة مفاجئة، شنت حركة المقاومة الإسلامية في لبنان والمعروفة بـ"حزب الله"، صباح الأربعاء، هجوما على دورية عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا (الحدودية مع الجولان الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية) أسفرت عن مقتل جنديين وإصابة العشرات من الجنود الإسرائيليين.

 

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
         
       
 

 

 10 أيام هي الفترة الواقعة بين غارة إسرائيل على القنيطرة التي أدت إلى مقتل 6 من قيادات "حزب الله" في غارة للطيران الإسرائيلي منتصف يناير/ كانون الثاني، استهدفت موكبهم في القنيطرة، لتبدأ بذلك مواجهة ليست الأولى بين الطرفين.

 

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
         
       
 

 

"تفوق استخباراتي وعسكري وشجاعة نادرة" هكذا وصفت صحيفة "السفير" اللبنانية استهداف حزب الله الدورية العسكرية الإسرائيلية في مزارع شبعا، مؤكدة أن حزب الله فاجأ عدوه في وضح النهار ولقنه درسا قاسيا رغم علم الأخير بأن حزب الله لن يترك حادث القنيطرة يمر مرور الكرام دون أن يثأر لرجاله.

لماذا مزارع شبعا:

وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين كانوا يفضلون أن يأتي رد حزب الله عبر الجولان، لأن من شأن ذلك أن يمنحهم هامشا واسعا للرد في الداخل السوري.

انتقاء مزارع شبعا هو إلى حد ما "الخيار الآمن" الذي يوفق بين حتمية الرد والرغبة في عدم التصعيد (الحرب) بجانب عدم إحراج حليفه السوري المنشغل بمواجهة القوى التكفيرية، إذ إن المزارع تملك المقاومة فيها شرعية العمل العسكري قبل عملية الأمس وبعدها" هكذا أرجعت الصحيفة سبب توجيه حزب الله ضربته لإسرائيل عبر المزارع وليس الجولان.

ليست الاعتداء الأول:

ففي 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، أعلن حزب الله مسؤوليته عن تفجير عبوة ناسفة في دورية للجيش الإسرائيلي بمزارع شبعا، والذي أسفر عن إصابة جنديين إسرائيليين، بدوره رد الجيش الإسرائيلي بقصف مكثف استهدف مناطق كفر شوبا وشبعا جنوب لبنان.

 

 
 
 
 
 
  00:00           
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
00:00
 00:00
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
         
       
 

 

ففي 9 أغسطس/ آب 2003، هاجم حزب الله اللبناني أمس للمرة الأولى منذ أشهر موقعين للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا، وذكرت مصادر لبنانية أن حزب الله قصف مواقع الجيش الإسرائيلي على أطراف جبل الشيخ بالعشرات من قذائف الهاون وصواريخ كاتيوشا من عيار 107 مليمترا، وذلك عقب مقتل أحد أعضاء حزب الله ويدعى علي حسين صالح في انفجار سيارة مفخخة في ضواحي بيروت الجنوبية.

أهمية مزارع شبعا:

تأتي أهمية "مزارع شبعا"، التي تمتد طوليا بحدود 24 كم ويتراوح عرضها بين 13 و14 كم، وتقع على منحدرات وتلال وبعض السهول والهضاب وتتدرج من علو 1200 متر عن سطح البحر، من موقعها الاستراتيجي على الحدود بين لبنان وهضبة الجولان التي كانت الحدود اللبنانية السورية قبل يونيو/ حزيران 1967، وباتت اليوم هي الحدود بين لبنان والجزء من الجولان الخاضع للسيطرة الإسرائيلية.

هل هي لبنانية أم سورية؟

لا تزال مزارع "شبعا" تثير أزمة عما كانت خاضعة للسيادة السورية أم اللبنانية، ففي الوقت الذي تتمسك فيه حركة المقاومة الإسلامية في لبنان والمعروفة بـ"حزب الله" بها باعتبارها جزءا من الدولة اللبنانية، ترفض الأمم المتحدة انسحاب إسرائيل منها بحجة كونها جزءا من التراب السوري.

تاريخيا:

رسمت فرنسا في 1921 الحدود اللبنانية السورية مقسمة منطقة الانتداب التي منحتها عصبة الأمم إلى منطقتي سوريا ولبنان، حيث كانت الحدود ترسم بشكل غير دقيق إذ كان كلا البلدان برعاية فرنسية حتى استقلالهما في 1943 (لبنان) و1946 (سوريا).

خريطتان فرنسيتان الأولى تعود إلى مارس 1932، وتؤكد منطقة مزارع شبعا جزء من لبنان، في حين تكشف أخرى ترجع إلى عام 1946 تؤكد أن المنطقة ذاتها هي جزء من سوريا.

معارك تمت في شبعا:

عملية الليطاني (1978):

ففي 14 مارس/ آذار احتل جيش الدفاع الإسرائيلي منطقة جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، وذلك لطرد الفدائيين الفلسطينيين خاصة "منظمة التحرير الفلسطينية"، التي نفذت العديد من العمليات تجاه إسرائيليين، بعيدا عن الحدود مع إسرائيل، وذلك لتعزيز حليف إسرائيل آنذاك جيش لبنان الجنوبي.

مطالب بالانسحاب:

وبقرار رقم 425 طالب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانبة، إلا أن إسرائيل لم تنسحب إلا عقب 3 أشهر، ثم غزت لبنان ثانية في يونيو 1982، منذ ذلك الحين وحتى عام 2000 سيطر الجيش الإسرائيلي على كلا جانبي الحدود اللبنانية الجنوبية.

الخط الأزرق:

وفي أبريل 2000 أعلنت الحكومة الإسرائيلية استعدادها لتنفيذ قرار 425 وأبلغت الأمين العام للأمم المتحدة، لترسم الأمم المتحدة في الحدود اللبنانية الجنوبية.

 

 

يشار إلى أن هذا الخط في خارطة الأمم المتحدة باسمين: "الخط الأزرق" أو "خط الانسحاب" حسب تعليمات الأمم المتحدة تمر الحدود شمالي مزارع شبعة، حيث تكون المزارع جزءا من هضبة الجولان، لذلك لم تطالب الأمم المتحدة إسرائيل بالانسحاب منها إذ تعتبر مصيرها خاضعا لحل مستقبلي للنزاع الإسرائيلي السوري.