عمرو موسى: الإخوان فشلوا في الحكم وكادوا يغرقون مصر
أكد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن الإخوان أخطأوا كثيرا خلال فترة حكمهم لمصر وفشلوا فشلا ذريعا وكادوا أن يغرقوا البلاد، مضيفا "أنا شخصيا لم أعارضهم كونهم إخوان ولكنهم لم يستطيعوا الحكم، كما أن الدول لا يمكن أن تحكم بهذا الشكل الدراويشي أبدا، فهناك مصالح للشعب يجب أن تلبى من خدمات وبناء وبنوك وشركات وغيرها".
وقال موسى، لوكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان على هامش مشاركته في اجتماع مجلس العلاقات العربية والدولية الذي اختتم أعماله أمس الأول الثلاثاء، "إنه على الرغم من أن التحديات التي تواجه مصر كبيرة ، إلا أنني مطمئن لموقف هذا البلد في كل الأحوال علاوة على أن الشعب المصري أصبح واعيا ويعرف جيدا من السبب وراءها".
وأضاف "نعلم جيدا أن هناك تحديات استراتيجية وأخرى يومية وأيضا تحديات أهل الفوضى والعنف، كما حدث خلال اليومين الماضيين، وهي مقدور عليها بحسن إدارة الأمور خصوصا أن الاعتداءات الأخيرة توجهت إلى المجتمع وليس إلى الدولة بغرض خلق حالة غضب لدى الشعب فيما يتعلق بالخدمات"، مؤكدا في هذا الإطار على ضرورة الاستمرار في اتخاذ موقف قوي ضد العنف والإرهاب والتخريب.
وحول الانتخابات البرلمانية المقبلة، أجاب موسى "إن الجميع سيراقب هذه الانتخابات كونها ستنتج برلمانا يعكس حالة المجتمع، خاصة أنه ليس منضويا تحت أحزاب في غالبيته"، مشيرا إلى أن البرلمان الجديد سيكون فيه كثرة من المستقلين وجمهرة من أنصار الأحزاب ومن كل الأطياف.
وقال "إن البرلمان الجديد لن يكون كالبرلمانات السابقة وهو ما يتطلب عملا جادا من الجميع، فمثلا عندما تقترح الحكومة قانونا لن يكون هناك شيء أوتوماتيكي بل سيقوم البرلمان بالشرح والتعبئة الدقيقة"، مضيفا "على الرغم من مخاوف البعض من البرلمان القادم إلا أنني شخصيا لست خائفا منه واعتبره البداية الحقيقية للديمقراطية في مصر، من أجل التعاون مع أجهزة الدولة والحكومة في عمل دستوري لإصلاح البلاد".
وعما إذا كانت هناك مؤامرة تستهدف مصر وأمنها، أجاب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية "توجد نظريات مكتوبة ومعروفة عن الفوضى الخلاقة وغيرها، وبالفعل توجد مؤامرات للنيل من كل دول العالم العربي وعلى رأسها مصر ، لكن في الوقت نفسه لا يصح أن نبرئ أنفسنا من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبناها خلال عقود كثيرة سابقة وليس فقط العقود الثلاثة لحسنى مبارك".
وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في المنطقة، قال موسى عضو مجلس العلاقات العربية والدولية "إن هناك مشاكل كبرى في العالم العربي وقد ناقشها المجلس خلال اجتماعه الأخير في الأردن وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأوضاع في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، إلا أن هذه القضايا تتطلب عملا كثيرا وعلى مدى زمني طويل".
وعن مسعى المجلس لإحياء مبادرة السلام العربية، أجاب الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية قائلا "إن المبادرة لم تمت في شيء، ولكن المطلوب أيضا من حركتي فتح وحماس هو إنهاء الانقسام والنزاع بينهما لأنه لم يعد في صالح الفلسطينيين علاوة على أنه يعد جزءا من الضرر الواقع على قضيتهم".
وكان مجلس العلاقات العربية والدولية قد أكد، في ختام أعماله الثلاثاء الماضي، على دعمه وإسناده للقضية الفلسطينية وضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة ومواجهة التحديات الإقليمية ببناء جبهة عربية موحدة.
وشارك في الاجتماع، الذي عقد برئاسة محمد جاسم الصقر (الكويت)، كل من عمرو موسى وإياد علاوي نائب رئيس الجمهورية العراقية، ومحمد بن عيسى وزير خارجية المغرب الأسبق، وفؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان الأسبق، وطاهر المصري رئيس مجلس الأعيان الأردني السابق رئيس الوزراء الأسبق، ومصطفى عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان السابق، ومصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية.
جدير بالذكر أن مجلس العلاقات العربية والدولية تأسس في الكويت عام 2009 كمنظمة أهلية عربية دولية مستقلة وغير ربحية ويعمل على دعم القرار العربي فيما يخص العلاقات القومية والدولية بالرأي الموضوعي والمعلومة الصحيحة.