بعنوان: "لماذا لن ترد إسرائيل"، كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية، اليوم الخميس، عن وجود عوامل تجبر إسرائيل على عدم التصعيد عقب استهداف دورية عسكرية لها في مزارع شبعا، مرجعة ذلك إلى قوة وقدرة المقاومة على استنزاف القوات الاسرائيلية، لا بل استهداف العمق الاسرائيلي بمعدل ألف صاروخ في اليوم.

وأضافت الصحيفة قائلة: "أما العامل الثاني فيتمثل في المفاوضات الجارية اليوم بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، التي قد تؤسس لتفاهم مستقبلي كبير بين الجانبين، تريده واشنطن على نار هادئة".

وتابعت: "العامل الثالث فهو معارضة أمريكا تغطية أية مغامرة إسرائيلية، وأبلغت واشنطن الحكومة الإسرائيلية، حسب مراقبين للعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، معارضتها تغطية أي تهور إسرائيلي من جانب واحد.

وأكدت الصحيفة أن عملية مزارع شبعا دليل على أن المقاومة في موقع الدفاع عن النفس والرد على العدوان في الوقت الذي وجدت إسرائيل فيه، نفسها مكبلة.

وقالت الصحيفة إن حزب الله هدف من العملية النوعية التي نفذها في مزارع شبعا، توجيه رسائل واضحة لإسرائيل منها أنه لن يقبل بتغيير قواعد الصراع والاشتباك، وأن الاسرائيلي ليس قادرا على فرض برنامجه انطلاقا من وهم انشغال حزب الله بالمعركة على الأرض السورية.

ودللت الصحيفة على صحة قولها بالإشارة إلى حوار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لـ "السفير"، الذي قال فيه إن المقاومة تملك القرار والإرادة والعزم والجدية والشجاعة أن ترد على أي عدوان، والمسألة هي مسألة ردع للإسرائيلي بالدرجة الأولى.

وأشارت الصحيفة إلى أن توقيت عملية مزارع شبعا الذي تم في وضح النهار وفي ذروة الاستنفار الإسرائيلي، دليل على شجاعة كبيرة وخبرة عميقة من قبل قيادة حزب الله، ودليل على فشل الاستخبارات الإسرائيلية في ظل علمها بنية المقاومة الرد على جريمة القنيطرة.

وقالت الصحيفة إن حزب الله خدع إسرائيل، مشيرة إلى انتظار اسرائيل رد المقاومة في الجولان، في الوقت الذي فاجأها فيه حزب الله في مزارع شبعا اللبنانية، مستهدفا عسكريين من العدو وليس مدنيين.

وأضافت الصحيفة أن المقاومة لم تخرج عن حدود الرد الذي اعتادت عليه، بمعنى أن المقاومة هي في أوج قوتها، وأن جبهتي الجولان وشبعا هما في الواقع جبهة واحدة.