الثورة الدينية التي دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت بالفعل، ليس وفقا لشروط السيسي أو رجال الدين، ولكن وفقا للمصريين الذين غيرت ثورة 25 يناير أفكارهم، حسبما قالت الكاتبة مني الطحاوي، في مقال لها نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء.

وأشارت الكاتبة، في معرض حديثها حول الحريات الدينية في مصر، إلى واقعة الحكم على الطالب المصري كريم البنا، 21 عاما، بالسجن 3 سنوات، لإعلانه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أنه ملحد، موضحة أنه فوجئ بأن الشرطة تقبض عليه بتهمة إهانة الإسلام، حينما ذهب إلى قسم الشرطة ليقدم بلاغا ضد جيرانه الذين يضايقونه.

ونوهت أيضا بواقعة أخرى ترجع إلى عام 2012، حين حُكم على المدون المصري، ألبير صابر، 27 عاما، بالسجن 3 سنوات، بتهمة ازدراء الأديان، حينما أصدر صفحة على الإنترنت، بعنوان "ملحدين مصريين"، وكذلك واقعة ترجع إلى عام 2013، حينما تم إدانة الكاتب والناشط الحقوقي، كرم صابر، بازدراء الأديان، في مجموعته القصصية "أين الله؟".

وألمحت الكاتبة أيضا إلى تهم مشابهة، استخدمت لأغراض سياسية ضد الأقلية المسيحية في مصر، حيث أشارت إلى واقعة عام 2013، حيث تم الحكم غيابيا على المحامي المسيحي، رومان مراد سعد، بدعوى ازدراء القرآن، مضيفة أن المحاكم المصرية قد حكمت على 27 متهما، من ضمن 42، في تهم تتعلق بازدراء الأديان، في الفترة من 2011 حتى 2013، وفقا لقولها.

وتقول الكاتبة، ذات الأصول المصرية، إنه مهما تغير الحاكم في مصر، إسلامي أو عسكري، فأنه دائما رجل ذو توجه أخلاقي، وهو مسلم محافظ، وكلما ابتعد المواطن عن هذه الصفات، أصبح معرضا للخطر أكثر.