التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 07:34 ص , بتوقيت القاهرة

واشنطن بوست: لا داعي للاحتفال "بانتصار" في سوريا

<p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في مقالها الافتتاحي، استرداد كوباني من تنظيم "داعش" على يد قوات الشمركة المدعومة من التحالف الدولى بأنه "انتصار صغير"  لا يدعو للاحتفال، وقالت الصحيفة إن فرحة المسؤولين الأمريكيين بما تم ليس لها ما يبررها، خاصة وأن تنظيم "داعش" لا يزال قويا، وما تحقق في كوباني -وإن كان مرحباً به- فإنه لا يخفف مما وصفته بالكارثة التمصاعدة.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وأشارت الصحيفة إلى أن الإنتصار في كوباني المحاصرة منذ أكتوبر الماضي "متواضع" في إطار الحرب على "داعش"، خاصة وأن هذه المعركة التي تمخضت عن استرداد المدينة المحاصرة استهلكت وحدها 75% من الضربات الجوية التي قادتها أمريكا وحلفاؤها على الأراضي السورية، منذ سبتمبر الماضي، والتي تقدر بنحو 1000 ضربة جوية. </span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وهو ما اعتبرته افتتاحية الصحيفة افتقارا في إدارة الولايات المتحدة لاستراتيجية عسكرية خارج نطاق منع سقوط مدينة حدودية واحدة، جذبت تركيز وسائل الإعلام الدولية، فواشنطن لا تعرف ماذا ستفعل حيال بقية الأراضي السورية وخاصة العاصمة الرئيسية لداعش ألا وهي الرقة والتي لم يكن لها نصيب كبير من الضربات الجوية، الأمر الذي يعني أن قبضة "داعش" تزداد قوة فيها وليس العكس.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وتتابع الصحيفة أن الرئيس أوباما لا يزال يردد أنه يدعم المتمردين السوريين الذين يمكن استخدامهم في الحرب ضد تنظيم "داعش"، لكن هذه المبادرة تفتقر التمويل وتتحرك ببطء، إضافة إلى أن برنامج الاستخبارات الأمريكية لمساعدة المتمردين كان محدودا، لكن وراء هذه الجهود العاجزة مفاهيم خاطئة، فأوباما نفسه مقتنع بأنه ليس من الممكن أو المرغوب فيه تشكيل قوات سورية يمكنها هزيمة نظام الأسد الذي يمثل الحل البديل لسياسته، على خطى ما حدث إبان غزو أمريكا للعراق، كما أنه يقتنع بأنه يمكن هزيمة داعش في العراق دون التوصل إلى حل منبع الأزمة في سوريا.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">ومن هذا المنطلق، فإنه يبدو أن إدارة أوباما معتقدة أن التعاون مع إيران في سوريا من الممكن أن يتبعه صفقة مأمولة في الملف النووي الإيراني، وعلى العكس فإن أي إجراء يمكن اتخاذه في سوريا ضد توجه إيران من الممكن أن يضرب هذه الصفقة، لكن المرشد الأعلى لإيران آية الله الخميني رفض بقوة التعاون مع الولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي، إضافة إلى أن الحلفاء التقليديين للولايات التحدة بما فيهما السعودية وإسرائيل لا يقبلون بنظام سوري جديد ترعاه إيران.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">واختتمت الصحيفة "الأمال السلبية والخاطئة لأوباما أسهمت في تدهور متزايد للوضع الإنساني والاستراتيجي في سوريا، وكذلك تأجيل الخطوات اللازمة لتحقيق نتيجة مقبولة، بما فيها إضعاف نظام الأسد، وبذلك جهود لإنشاء جيش سوري جديد وحكومة".</span></p>