في ذكرى جمعة الغضب.. حضر الأمن وغاب الثوار بميادين الإسكندرية
عندما اندلعت ثورة 25 يناير في عام 2011 كانت الميادين هي القبلى التي يتجمع عندها المواطنون الأحرار والثوار الرافضين لظلم وبطش الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ومن أشهر هذه الميادين ميدان التحرير في القاهرة، وميدان الأربعين بالسويس، وميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية والذي يعد ميدان الثورة الرئيسي بالمدينة وشهد حالات من القتل والإصابات أثناء جمعة الغضب، وبدأت الأرهاصات الأولى للثورة منه بالرغم من حصار الأمن له وقمع المصلين أثناء صلاتهم ، إلا أنه مع حالات العنف الشديد ضد المتظاهرين ، تفرقوا في الشوارع ، ولجأ عدد كبير منهم لميدان الجندي المجهول ولكن سرعان ماتفرقوا وهجموا على قسم المنشية والمحكمة القريبة من الميدان ، ليتوالي سقوط المصابين من المواطنين والشرطة.
"دوت مصر" التقى عددا من الثوار ليرون كيف مرت الأحداث عليهم في الميدان رغم مرور 4 سنوات على الثورة.
يقول رشاد عبد العال المتحدث باسم "جبهة مصر جاية"، أتذكر وقتها كنت مسئول الإعلام بحزب الوفد ، وتحركنا مع القوى السياسية لميدان القائد إبراهيم بشكل فردي وليس جماعي ، وسط حصار مشدد من قوات الأمن المركزي وأمن الدولة والقوات الخاصة ، ونجح عدد كبير منا في الدخول إلى الميدان ، وسط حالة غضب بسبب القبض على عبد الرحمن الجوهري منسق حركة كفاية وأحد الذين خرجوا بمظاهرة من محطة مصر يوم 25 يناير، ومعه أحمد ممدوح المحامي ، والصحفي يوسف شعبان، وكانت بدأت تتوارد أنباء عن القاء القبض عن الراحل أبو العز الحريري ، ولم نستطع التأكد منها.
ويضيف أثناء صلاة الجمعة هاجمت قوات الأمن المصلين لتندلع الاشتباكات وسط حالة من الكر والفر بيننا وبين الأجهزة الأمنية واستمرت الاشتباكات ساعات طويلة.
وتابع رشاد أما ميدان "محطة مصر" الذ حاول الثوار اتخاذه بديلا لميدان القائد إبراهيم ، بعد معركة طويلة مع الشرطة، فبدأت الأحداث فيه باشتباكات مع البلطجية التابعين لأحد قيادات الحزب الوطني المنحل، وتدخلت قوات الأمن لمحاولة فض تجمع الثوار وسط معركة شديدة بينهم وبين الأمن والبلطجية، ونجح الثوار في السيطرة على الميدان بعد إجهاد قوات الأمن.
ويقول الشاعر أحمد السيد أحد شباب الثورة، بعد تفريق الأمن للثوار بميدان القائد إبراهيم تفرقنا في الشوارع ، وبدأنا نجمع أنفسنا وقررنا أن نتخذ ميدان "محطة مصر" ميدانا بديلا، وعقب وصولنا هناك وبدء تجمعنا ، هاجم عدد من البلطجية الميدان ، وبدأنا نتراجع قليلا إلا أنه مع وصول عدد أكبر من الثوار تصدينا لهم وأجبرناهم على التراجع ، وسيطرنا علي الميدان ، وبدأنا نشكل لجانا شعبية مع دخول الليل وحرق الأقسام وتراجع الأمن.
أما اليوم وفي الذكرى الرابعة لجمعة الغضب، فإن ميادين الإسكندرية وعلى رأسها "القائد إبراهيم، والجندي المجهول، وسيدي بشر، ومحطة مصر، والعجمي، وسيدي جابر، خلت من الثوار، وتشهد هدوء حذرا وسط استنفار أمني مشدد بكافة الأقسام وإغلاق كافة الشوارع المؤدية لأقسام الشرطة المختلفة، وتواجد مدرعات ودبابات الجيش حولها ، وحول المنشآت الهامة بالمدينة، فضلا عن وجود مكثف لقوات الانتشار السريع والدوريات والمخبرين السريين.