التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 02:06 ص , بتوقيت القاهرة

بروفايل| أمين الحسيني.. تعرف على شيخ النازيين العرب

كتب مارينا ميلاد - مينا غبور


"اقتلوا اليهود أينما تجدوهم؛ فهذا يرضى الله والتاريخ والدين"


.. بتلك الكلمات كانت تنطلق إذاعة راديو برلين عام 1921، لتعلن عن بدء لقاء مفتي القدس آنذاك، والمشرف على عمل قسم الإذاعة الناطق باللغة العربية، أمين الحسيني.



أمين الحسيني.. هو أحد أهم الشخصيات الفلسطينية في القرن العشرين، ليس فقط كونه مفتي القدس، أو مؤسس المجلس الإسلامي الأعلى، لكنه كان من كبار الداعمين للسياسة النازية الألمانية تجاه اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وإبادة ما يقرب من 6 ملايين يهودي، بحسب التقديرات الإسرائيلية، فيما سمي بمحرقة "الهولوكوست"، التي تحل ذكراها اليوم.


لم يكن هناك حدود لعمل أو تعليم أو المشاركة السياسية للشيخ الحسيني، فقد تلقى تعليمه في فلسطين، ثم انتقل إلى مصر للدراسة في دار الدعوة والإرشاد وكلية الآداب، ثم التحق بالكلية الحربية باسطنبول، لينضم بعدها للجيش العثماني، ورغم ذلك شارك في الثورة العربية الكبرى ضد الحكم العثماني بالحجاز، قبل أن تعتقله السلطات البريطانية عام 1920، لكنه هرب إلى سوريا، وبعد إصدار حكم غيابي عليه بالسجن 15 عاما، تم العفو عنه وعاد ليتولى منصب مفتي القدس عام 1921 خلافة لأخيه كامل الحسيني.



"ما رأيكم أن تقاوموا أنتم الانجليز وتتركوا لي مقاومة اليهود؟".. تغير تاريخ هذا الرجل بتلك العبارة، التي قالها عند اجتماعه مع قادة العمل الوطني في فلسطين، فقد أصدر المندوب السامي البريطاني قرارا بإقالته من منصبه واعتقاله.


حينها هرب الحسيني إلى لبنان واعتقلته السلطات الفرنسية، ثم هرب إلى العراق، ومنها إلى عدة عواصم أوروبية، لينتهى الأمر به في برلين، الذي قضى بها أربع سنوات، تعاون فيها مع هتلر والقادة الألمان، واتفقا معا على الاعتراف باستقلال الدول العربية التي احتلتها بريطانيا، والقضاء على اليهود من جميع البلدان، فعينه الزعيم النازي مسؤولا للدعاية الإعلامية النازية باللغة العربية، ونجح في تكوين معهد لإعداد الدعاة في ألمانيا، وإقناع القيادة الألمانية بوضع داعية لكل الفرق العسكرية التي تضم مسلمين.



وقبل سقوط برلين في يد الروس عام 1945.. استطاع الحسيني الهرب، لكن تم القبض عليه في فرنسا، التي قررت تسليمه لأمريكا، وقبل أن يتم ذلك هرب إلى القاهرة 1947، وظل متخفيا حتى استطاع أن يحصل على ضيافة رسمية من القصر الملكي تحميه من المطاردة الدولية، ليبدأ في تنظيم صفوف المجاهدين من القاهرة، وعند إعلان الأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين، ترأس اللجنة العربية العليا لدعم المواجهة المسلحة ضد إسرائيل حتى عام 1957، لكن فشلت خطته بسبب معوقات واجهته من الدول العربية.


 


 


 

 

 

"في مثل هذا اليوم قبل 26 عاما، صدر وعد بلفور المشؤوم، الذي قرر إنشاء وطن قومي لليهود، هذا الشعب هو عدو العرب والإسلام، ولقد أثبتت الوثائق الصهيونية أن اليهود يريدون ضم فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والعراق والسعودية ومصر. ليس في العرب من تسامح مع اليهود، لأنهم ذلك يقترفون الخيانة العظمى لدينهم ولوطنهم".


أمين الحسيني في إحدى لقاءاته بمناسبة ذكرى وعد بلفور 2 نوفمبر 1943.


وبعد مرور 70 عاما على ذكرى المحرقة.. لم تنس إسرائيل أمين الحسيني، ليصفه متحف "ياد فاشيم" في إسرائيل، الذي تخصص في توثيق معلومات عن الهولوكوست، بأنه الرجل الثاني المسؤول عن الكارثة بعد هتلر، وهدمت القوات الإسرائيلية بيته في يناير 2011.


**المصدر:


كتاب العرب والمحرقة النازية: حرب المرويات العربية – الإسرائيلية.
المؤلف:  د. جلبير الأشقر. الناشر: دار «أكت سود» الفرنسية. الترجمة: عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة.