التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 04:36 م , بتوقيت القاهرة

"داعش": ليبيا بوابتنا الاستراتيجية لدولة الخلافة

نشر تنظيم الدولة "داعش" اليوم الثلاثاء، على أحد مواقعه، تقريرا مفصلا بعنوان "ليبيا البوابة الاستراتيجية للدولة الإسلامية"، يشرح من خلاله أسباب اهتمامه بليبيا، وأبرز ميزاتها التي تجعل منها نقطة انطلاق هامة نحو تحقيق ما يسمى "دولة الخلافة".


التقرير، الذى نشره موقع "مدونة غرفة منبر الأنصار الإسلامية"، يأتي بعد شهور من توسع التنظيم في بعض أنحاء ليبيا، واتخاذه من منطقة درنة "عاصمة" له في أفريقيا، وذلك بعد "مبايعة" عدد من سكانها لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.


واستهل التنظيم تقريره قائلا "الحمد لله الذي أحيانا لنرى دولة الخلافة يبزغ فجرها من جديد بعد تغييبها لسنين عجاف، ومن فضل الله على ليبيا، أن منّ الله علينا بفتية مجاهدين لبوا نداء الحق واستجابوا لأمر الله ورسوله في لزوم الجماعة، وعدم التفرق فبايعوا أمير المؤمنين، وخليفة المسلمين الشيخ أبي بكر البغدادي الحسيني القرشي حفظه الله وتم إعلان التمدد المبارك لدولة الخلافة إلى ليبيا".


لماذا ليبيا؟


وعدد التقرير أبرز مميزات ليبيا من وجهة نظر التنظيم، حيث قال: "فضلا عن تناغم المكونات الاجتماعية في ليبيا، وكون 99% منهم من أهل السنة المالكية، عدا أقلية إباظية، أضف لذلك أن الله هيأ لهذا البلد موقعا استراتيجيا وإمكانيات ضخمة، ومن الممكن الاستفادة منها بشكل كبير لو تم استغلالها بشكل جيد، وللأسف بعض الأنصار قد لا يدركون حجم الساحة الليبية والانتشار المهول لأنواع السلاح المختلفة والبعد الجغرافي والمكاني المهم، فيكفي أن نقول إن ليبيا تطل على بحر وصحراء وجبال و على 6 دول (مصر، السودان، تشاد، النيجر، الجزائر، تونس)".



موقع استراتيجي


وبحسب التقرير، تتمتع ليبيا بساحل طويل و مطل على دول الجنوب الأوروبي والتي يمكن الوصول لها بسهولة عن طريق الزوراق البسيطة، "ولعلنا ننوه إلى كثرة الرحلات لما يسمى (الهجرة غير الشرعية) في هذا الساحل و بأعداد مهولة و تقدر بحوالي 500 شخص يوميا على أقل تقدير و نسبة كبيرة منهم يستطيعون تجاوز النقاط البحرية الأمنية والوصول لداخل المدن، وإذا تم استغلال هذه الجزئية وتطويرها استراتيجيا بالشكل المطلوب فسيقلب حال دويلات الجنوب الأوروبي للجحيم، وإذا توفرت الإمكانيات يمكن إقفال الخط الملاحي و استهداف سفنهم و ناقلاتهم.



وأضاف التقرير أن "الموقع الاستراتيجي لليبيا يمكنها من تخفيف الضغط على مناطق دولة الخلافة في العراق والشام، حيث تتميز ليبيا بمساحة كبيرة جدا، وبصحراء شاسعة لا يمكن مراقبتها، وبجبال محصنة تجعل الطائرات عديمة الجدوى".


وأكد أنه "من الصعب جدا أن تتمكن الطائرات الصليبية من مراقبة الأرض الليبية بالكامل، وهذا كان واضحا وبشدة في عدم قدرة الطائرات الصليبية على الحد من حركات قوات الطاغوت الكافر معمر القذافي أيام أحداث الثورة الليبية، لذلك نجدهم الآن يخططون لحملة صليبية واجتياح بري في حالة تأزمت أوضاعهم في ليبيا".


مخزن للسلاح


وعن السلاح المتواجد في ليبيا، قال كاتب التقرير، المدعو أبو إرحيم الليبي: "لو حاولت أن أصف لكم حجمه فيكفيني أن أقول لكم أن تسريب مجموعة من سلاح ليبيا إلى مالي أمكن الحركات الجهادية هناك في مدة قصيرة جدا، أن تسيطر على أكثر من ثلثي الدولة، وهذا مجرد سلاح مهرب فكيف بباقي السلاح، ولا ننسى أن مالي لا يوجد لها حدود مع ليبيا، فكيف إذا كانت لها حدود".


وأضاف التقرير "هذا غير مستغرب حيث من المعروف أن الطاغوت القذافي سخر كل عائدات النفط الليبي التي تتراوح ما بين 30 إلى 45 مليار دولار في السنة لشراء السلاح والعتاد الحربي وتخزينه".


ونقل كاتب التقرير عن صحيفة ناشيونال بوست الكندية أن "الأراضي الليبية تمثل أكبر مخزون للسلاح في العالم، مما يشكل خطرا جديا على جيرانها، وفرنسا قد تضطر إلى التدخل بمفردها إذا فشلت في حشد التأييد الدولي، كما فعلت في مالي".



كما نقل عن صحيفة "نيوزويك" الأمريكية أن "ليبيا بها أكبر مستودع للأسلحة في الشرق الأوسط" .


ولفت إلى أن تقريرا آخر صدر عن الأمم المتحدة، ذكر أن "الأسلحة التي تم تهريبها خارج ليبيا، تقدر بـ 20 مليون قطعة سلاح منذ مقتل القذافي، وتتضمن هذه الأسلحة الصواريخ والقذائف وبنادق وكميات صغيرة من مركبات كيميائية، منها مسحوق كعكة اليورانيوم الصفراء التي ظلت في ليبيا حتى بعد إلغاء القذافي برنامج الأسلحة النووية".


رأس حربة


وختم التقرير موجها رسالة إلى عناصر "داعش"، اعتبر فيها ليبيا بمثابة رأس حربة للتمدد في دول أخرى، قائلا "يا إخوتي إن ليبيا بإذن الله هي مفتاح مصر وتونس والسودان ومالي والجزائر والنيجر، وهي نقطة ارتكاز للتمدد نحو إفريقيا و المغرب الإسلامي".


واستطرد قائلا: "ولكن ليصبح هذا الحلم حقيقة يجب التحرك بسرعة، حيث لا يمكن إغفال جزئية الوقت والحرب الإعلامية، ولا ننسى تحرك العملاء للتخلص من هذه الترسانة العسكرية وتسليمها للصليبيين، وأنت أولى هذه المحاولات أثناء الثورة الليبية، بعد أن قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتكوين فريق، ومعه 14 خبيرا تقنيا قدروا وجود أكثر من 20 ألف صاروخ أرض- جو في ليبيا، وكانت تصريحات إعلامية لفتت إلى أن هناك خطة ليبية أمريكية لوضع برنامج مشترك لبيع ما تبقى (صالحا) من هذا السلاح إلى عدة دول".