عُرِفَ عن المرأة الإماراتية، تحديها لكل المصاعب التي قد تقف أمام وصولها لأهدافها، فالمرأة الإماراتية دخلت مجال العمل في كافة المجالات تقريبا بدءا من منصب القاضية وصولا لعاملة الميكانيكا، وكانت آخر تلك النجاحات، هو نجاح المواطنة "عائشة المرزوقي" في العمل كـ"مشغلة رافعة كبيرة" من السفينة إلى الشاطئ، وهو عمل لم تسبقها فيه أي مواطنة إماراتية أخرى.

وتروي عائشة المرزوقي قصتها لصحيفة "الإمارات اليوم"، التي بدأت عندما نظمت شركة مرافئ أبو ظبي القائمة بإدارة و تشغيل محطة الحاويات في ميناء خليفة يوما مفتوحا للمواطنين بالتعاون مع شركة موانئ أبو ظبي، التي كانت تسعى إلى توظيف كوادر للقيام بوظائف تشغيلية في محطة الحاويات في ميناء خليفة.

 وعندها قررت المرزوقي، التقدم لشغل الوظيفة بسبب اهتمامها القوي بصناعة موانئ الإمارات العربية المتحدة، قائلة إنها منذ اللحظة الأولى التي سمعت فيها بهذه الوظيفة، صممت على التقدم لها، فهي فخورة بكونها أول مشغلة رافعات إماراتية، متمنية أن تكون تجربتها لها دورا في إلهام المزيد من النساء الإماراتيات للقيام بوظائف تعد فريدة بالنسبة لهن.

وعن عملها قالت المرزوقي، إن أهم الأمور عند تشغيل رافعة هو مراعاة التركيز الكامل والاستعداد دوما لاتخاذ قرارات فورية بغير تردد، فقد يصل ارتفاع الرافعة التي تشغلها عائشة إلى 126.5 مترا ويصل مداها إلى 65 مترا وهو ما يعادل 22 حاوية تصل طاقة الرفع الخاصة بها إلى 90 طنا، موضحة أنه إلى جانب الحد الأدنى من ساعات التدريب المطلوبة، هناك العديد من الاختبارات التي ينبغي اجتيازها قبل الحصول على الشهادة الرسمية.

وأكدت أن أكثر ما تستمتع به في وظيفتها هو تحقيق أهداف جديدة للإنتاجية، ما يحفزها بحق هو تحطيم رقم قياسي جديد لحركة الرافعة التي تديرها في كل ساعة.

ومؤخرا تم اختيار عائشة لحضور معرض توظيف أبو ظبي المقبل، للتحدث إلى المواطنين المهتمين بهذه المهنة، وتعد شركة "مرافئ أبو ظبي" في الطليعة من حيث التعامل مع حركة الحاويات الضخمة التي تجلب الغالبية العظمى من البضائع إلى الإمارات العربية المتحدة في كل يوم، وتلعب دورا مهما في تسهيل النمو الاقتصادي من خلال الربط بين أبو ظبي و كافة الإمارات الأخرى بشكل عام وبين الأسواق العالمية.

وأشارت المرزوقي إلى أن العمل كمشغلة رافعة في واحد من أسرع الموانئ نموا في العالم ليس بالمهمة اليسيرة، ويتألف برنامج التدريب لدى شركة مرافئ أبو ظبي من التدريب النظري في قاعات الدراسة، كي يتعلم المشغلون كافة الجوانب المتعلقة بتشغيل الرافعات، بما في ذلك سلامة الرافعة ومكوناتها.

من جانبه علق مدير الموارد البشرية في شركة مرافئ أبوظبي، عيسى حسن المرزوقي، قائلاً "نفتخر كثيرا بكون عائشة المرزوقي أول مشغّلة رافعات إماراتية. شغل الوظائف بالقوة العاملة الإماراتية واحدة من أهم الأولويات الاستراتيجية لشركة مرافئ أبوظبي، ومعرض توظيف يزودنا بمنصة ممتازة لتوظيف المواطنين الإماراتيين على كافة مستويات، الشركة والتي تتراوح بين وظائف الإدارة العليا والمتوسطة وبين الوظائف الإشرافية والعملية، وسنركز أثناء الفعالية على فرص التدريب على الوظائف التشغيلية والفنية وعلى الترويج لبرنامجنا الناجح للتدريب على رأس العمل للمواطنين الاماراتيين والذي بدأناه منذ عامين".

يشار إلى أنه بعد إكمال الجزء النظري، يقومون بتعهد مشغّلي رافعات مؤهلين تماما للتدريب العملي إكمال هذا التدريب يعني بأنهم على استعداد للبدء في تشغيل الرافعات بأنفسهم.

ويذكر أن معرض التوظيف الذي يدخل عامه التاسع، يفخر بعرض ملفات للعارضين تغطي مجموعة واسعة من المؤسسات الحكومية والخاصة من قطاعات تشمل المالية، والتوظيف، والنفط والغاز، والتجزئة، والاتصالات عن بعد، وتقنية المعلومات، ووسائل الإعلام، والنقل واللوجستيات، والصناعة والتصنيع، والاستثمار، والدفاع والأمن، والصحة والتأمين.

وتقام الفعالية على مدار ثلاثة أيام برعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وبدعم من الراعي التيتانيوم القيادة العامة للقوات المسلحة، والجهات الراعية البلاتينية: بنك أبوظبي الوطني، والقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والشركة القابضة العامة صناعات، وبنك أبوظبي الاسلامي، والجهات الراعية الذهبية: شركة أبوظبي الوطنية للبترول، ودائرة الشئون البلدية، وهيئة السياحة والثقافة أبوظبي، وشركة أبوظبي والهيئة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، والتي سوف تعرض جميعها وظائف شاغرة وفرصا مهنية طويلة المدى للمواطنين.