التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:56 م , بتوقيت القاهرة

الديوان الملكي السعودي.. هنا بلاط السياسة

الديوان الملكي السعودي، معقل القرارات الملكية كما عرف عنه، والذي يدير من خلاله ملك السعودية معظم الشؤون الحكومية الروتينية، بما فيها صياغة الأنظمة والمراسيم الملكية، ويستقبل الملك السعودي كبار ضيوف الدولة في مقر الديوان، كما فتحت أبواب الديوان الملكي للمواطن السعودي لتقديم طلبات المساعدة من أجل جبر المظالم التي تقع على عاتقه.


ويعد الديوان الملكي هو المكتب التنفيذي الرئيسي لعاهل المملكة العربية السعودية، ويضم في طياته مكاتب مستشاري الملك للسياسة الداخلية والشؤون الدينية والعلاقات الدولية والمراسم الملكية، والتي تعرف بالتشريفات، بالإضافة إلى المكتب الخاص بالملك السعودي.


رؤساء صنعوا التاريخ


ويعتبر الديوان الملكي السعودي هو مصدر السلطة، وهو وحده الذي يتولى أعمال الدولة والمرجع المباشر لجميع الشؤون، ورئيسه الأعلى هو الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وشهد هذا الديوان مرور مجموعة من الرجال الذين وضعوا بصمتهم في تاريخ المملكة، كان أولهم إبراهيم بن محمد بن معمر، والذي استدعاه الملك عبد العزيز، ليكون أول رئيسا للديوان الملكي السعودي، وكذلك محمد بن عبدالله النويصر، وخالد بن التويجري، ليحل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيسا للديوان الملكي السعودي ووزيرا للدفاع، بأمر من والده الملك سلمان فور توليه حكم المملكة.



القائم مقام


يعد إبراهيم بن محمد بن معمر، هو أول رئيس للديوان الملكي السعودي، حيث تولي مهام كبيرة في أدق مراحل المملكة السعودية، كما ساهم مساهمة كبيرة في قيادة حملات إعلامية لصالح الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، بالإضافة إلى مشاركته في عدة معرك حربية، أبرزها معركة السبلة خلال رحلة توحيد البلاد السعودية على يد الملك عبدالعزيز، وذلك بعد رحلة طويلة من الترحال في أرجاء الجزيرة العربية، وشبه القارة الهندية وأفريقيا وأوروبا، إذ كان يمارس التجارة في الهند والخليج العربي قبل توليه رئاسة الديوان.


كما تولى بن معمر مهام جسيمة، من بينها أنه أصبح المبعوث الخاص للملك عبدالعزيز في العديد من الدول، وتولى إمارة محافظة جدة، إذ عرف حينها "قائم مقام جدة"، حتى أصبح مسؤولا في وزارة الخارجية السعودية.



عميد الديوان


أما محمد بن عبد الله النويصر، فقد تولى رئاسة الديوان الملكي السعودي، طيلة 42 عاما، إذ تكلل برئاسة الديوان خلال عهد الملوك، فيصل بن عبدالعزيز وخالد بنعبد العزيز وفهد بنعبد العزيز، كما واصل هذا المنصب حتى بداية عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز، إلى أن طلب الإعفاء من منصبه خلال عام 2005، ليحل محله خالد التويجري.


ووصف الديوان الملكي السعودي، رئيس الديوان الأسبق النويصر، بأنه من رجال الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم، بكل إتقان وإخلاص، وتقلد العديد من المناصب، بدءا من عمله في وزارة المالية السعودية حتى أصبح رئيسا للديوان الملكي.



الصندوق الأسود


في 9 أكتوبر/تشرين الأول لعام 2005، أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، أمرا بتعيين خالد التويجري رئيسا للديوان الملكي السعودي بمرتبة وزير، خلفا للنويصر.


والتويجري هو الابن الخامس للشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد في السعودية، ولد في المجمعة عام 1960، وتخرج من جامعة الملك سعود بالعاصمة السعودية الرياض، قسم قانون، والتي تعد أول دفعة من خريجي القانون في المملكة.


 حصل خالد على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة كاليفورنيا ستيت بالولايات المتحدة، وماجستير في التشريع الجنائي الإسلامي من جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، كما حصل على 23 دورة في مختلف التخصصات كانت أهمها دورة في القيادات العليا.


بدأ التويجري حياته العملية في القطاع الحكومي، حيث كان في البداية يعمل في الحرس الوطني السعودي كباحث قانوني في المرتبة السابعة، ثم تدرج في الترقيات حتى وصل لمنصب مستشار قانوني، كما عمل في مكتب الحرس الوطني في الولايات المتحدة، حتى انتقل إلى ملاك ديوان ولي العهد.



تقدم التويجري في المناصب المرموقة والهامة في المملكة، حتى استطاع أن ينال منصب رئيس الديوان الملكي، ورئيسا لديوان مجلس الوزراء السعودي، وئيسا للحرس الملكي السعودي، وأمين عام لهيئة البيعة السعودية، كما أنه استطاع أن يصل لمنصب السكرتير الخاص للعاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، حتى صدر أمر ملكي بإعفائه عن منصبه فور تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في المملكة، ليحل محله الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيسا للديوان الملكي وزيرا للدفاع.


وللتويجري العديد من المؤلفات، من بينها كتاب في القانون بعنوان "الوجيز في القانون المقارن"، كما له ديوان شعري باسم "ساري"، وامتد قلم التويجري ليصل إلى الكتابات الصحفية في السبعينيات، حيث كتب في الصحافة السعودية والعربية وعرف في كتاباته الحس الوطني والدفاع عن قضايا المملكة، وذلك قبل أن يتوقف عن الكتابة بعد عمله مستشارا لولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في ذلك الحين.



سلمان يرتب مملكته


بعد وفاة الملك عبدالله وتولي سلمان تقاليد حكم المملكة، الجمعة الموافق 23 يناير/كانون ثاني 2015، أصدر العاهل السعودي الجديد، أول أمرا ملكيا بإعفاء التويجري من منصبه، وتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيسا للديوان الملكي، ووزيرا للدفاع السعودي، إذ يعتبر الأمير محمد بن سلمان هو أول من جمع منصب وزير الدفاع بجوار رئاسة الديوان الملكي السعودي.



محمد بن سلمان


وعلى الرغم أن الأمير محمد بن سلمان، رجلا مدنيا لم يتقلد أي مناصب عسكرية، إلا أنه تولى منصب وزير الدفاع السعودي، ليكون خلفا لوالده الذي أصبح عاهلا للمملكة العربية السعودية، وعرف عن الأمير محمد بن سلمان، مساعيه المستمرة لتمكين الشباب السعودي وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية.


مارس بن سلمان العمل الحر، وأسس بعض الشركات الخاصة، كما عرف عنه نشاطها الخيري، إذ أنشأ مؤسسة خيرية تحمل اسمه، كما تعرف بـ"مسك الخيرية"، والتي تهدف إلى دعم المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع.


 تلقى الأمير الشاب الذي ولد عام 1980، تعليمه في مدارس الرياض، وتقلد العديد من الدرجات العلمية والمناصب في المملكة.


فحصل الأمير محمد بن سلمان على بكالوريوس القانون من جامعة الملك سعود في العاصمة السعودية الرياض، كما نال المرتبة الثانية على دفعته في كلية القانون والعلوم السياسية، وتقلد محمد بن سلمان العديد من المناصب، حيث عمل مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي، ثم مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض حتى 2013.



كما عمل بن سلمان، أمينا عاما لمركز الرياض للتنافسية، بالإضافة إلى عمله في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية، وبعد ذلك عيّن مستشارا خاصا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك حينما كان وليا للعهد، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا لديوان ولي العهد في بداية مارس/آذار لعام 2013، كما صدر أمرا ملكيا بتعيينه مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع في يوليو/تموز 2013.


وفي شهر أبريل/نيسان لعام 2014، صدر أمرا ملكيا بتعيين الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدولة في مجلس الوزراء السعودي، ولم يستمر في هذا المنصب كثيرا حيث أصدر العاهل السعودي الجديد أمرا ملكيا بتعيينه رئيسا للديوان الملكي وزيرا للدفاع السعودي.