<p dir="RTL">لا تزال السنة النبوية الشريفة محط أنظار المسلمين وعنايتهم حتى قيام الساعة، آثرنا أن نتحدث عن جانب واحد من هذه السنة النبوية المُطهرة، ألا وهو ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، وما ذلك إلا لندلل على عدة أشياء<span dir="LTR"> :</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">أولها</span>: أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يعتريه ما يعتري البشر من الضحك والسرور<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">ثانيها</span>: فائدة هذا الشعور العظيم بالنسبة للمسلم، بعد أن تصور عوام الناس للأسف الشديد، أن المسلم شخص متجهم لا يضحك ولا يُسر لأي شيء يحدث أمامه، وديننا عكس ذلك تماماً، إذ يكفي ما يقول رسول الله محببًا الناس في طلاقة الوجه: " وأن تلقى أخاك بوجه طلق".</p><p dir="RTL"> وفي موضع آخر يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: " تبسمك في وجه أخيك صدقة"، فالضحك ضروري ومطلوب للترويح عن النفس البشرية التي يعتريها الكثير من الاكتئاب والحزن<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">مواقف ضحك فيها النبي</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><span dir="LTR">  </span>ضحك النبي صلى الله عليه وسلم، عند علمه بآخر الناس خروجاً من النار<span dir="LTR"> :</span></span></p><p dir="RTL">فقال رسول الله: " إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها وآخر أهل الجنة دخولاً لها رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتها ملأى، فيقول الله تبارك وتعالى له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول: يا ربِّ وجدتها ملأى فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها فيقول: أتسخر بي وأنت الملك<span dir="LTR"> ."</span></p><p dir="RTL">يقول الراوي لقد رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ضحك حتى بدت نواجذه<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">ضحك النبي صلى الله عليه وسلم من خوف النساء من عمر رضي الله عنه</span><span dir="LTR"> :</span></p><p dir="RTL">استأذن عمر على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن، فلما استأذن عمر قمنّ يبتدرنّ الحجاب، فأذن له رسول الله وهو يضحك، فقال عمر أضحك الله سنك يا رسول الله، فقال عليه أفضل الصلاة والسلام: "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي! فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب"، فقال عمر: فأنت يا رسول الله أحق أن يهبن ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله؟</p><p dir="RTL">قلنّ نعم.. أنت أغلظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله: "والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلا سلك فجاً فير فجك"<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">ضحك النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي أفطر في رمضان<span dir="LTR"> :</span></span></p><p dir="RTL">جاء رجل إلى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فقال: هلكت يا رسول الله فقال النبي: وما أهلكك؟! قال: وقعت على امرأتي في رمضان فقال النبي: هل تجد ما تعتق به رقبه؟! فقال: لا فقال النبي: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟! فقال: لا فقال النبي: فهل تجد ما تطعم به مسكيناً؟! فقال: لا ثم جلس فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر فقال: تصدق بهذا فقال الرجل: أفقر منا؟! فما بين لا تبيها أهل بيت أحوج إليه منا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: اذهب فأطعمه أهلك<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">ضحك النبي عندما طلب منه رجل حبس المطر<span dir="LTR"> :</span></span></p><p dir="RTL"> جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة فقال: قحط المطر فاستسق ربك، فنظر إلى الماء ورأى السحاب فاستسقى منشأ السحاب بعضه على بعض ثم مطروا حتى سالت متاعب المدينة، فمازالت إلى الجمعة المقبلة ما تُقلع، ثم قام ذات الرجل والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام يخطب فقال: غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك النبي ثم قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" مرتين أو ثلاث، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يميناً وشمالاً يمطرون حول المدينة ولا يمطر فيها شئ<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">ضحك النبي صلى الله عليه وسلم من قضاء علي رضي الله عنه في قضية المرأة التي وطئها ثلاثة نفر<span dir="LTR"> :</span></span></p><p dir="RTL">كان علي رضي الله عنه باليمن فأُتي بامرأة وطئها ثلاثة نفر في طهر واحد فسأل اثنين: أتقران بهذا الولد؟! فلم يقرا ثم سأل اثنين أتقران لهذا الولد ؟! فلم يقرا ثم سأل اثنين حتى فرغ يسأل اثنين عن واحد فلم يقروا ثم أقرع بينهم، فألزم الولد الذي خرجت عليه القرعة وجعل عليه ثلثي إليه فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فضحك حتى بانت نواجذه<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL">الصلاة والسلام على سيدنا محمد خير البرية وخير من ضحك وخير من ابتسم، ولنا فيه دائمًا القدوة الحسنة والسنة العطرة الشريفة<span dir="LTR"> .</span></p><p dir="RTL"> </p>