التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 02:32 م , بتوقيت القاهرة

سب الصحابة.. سنة معاوية التي ورثتها الشيعة

<p dir="RTL"><span style="font-size:14px;">أجاز المجلس الوطني السوداني، اليوم الإثنين، قانون تجريم كل من يسب أو يطعن في أي من أصحاب نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أو أي من زوجاته أو آل بيته، بالسجن 5 سنوات، مع تشديد العقوبة في حال تكرار الجريمة، لتصل إلى الإعدام<span dir="LTR">.</span></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:14px;">قانون السودان يأتي بعد عدة قرارات اتخذتها الحكومة ضد الشيعة والمبعوثين الثقافيين الإيرانيين في السودان، لكن لم يكن سب الصحابة بدعة أطلقتها طائفة الروافض، التي رفضت الإمام زيد ومواقفه من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أو بعض غلاة الشيعة كما يظن الكثيرون، بل لها جذور تمتد إلى بداية الإسلام<span dir="LTR">.</span></span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">قصة خالد وعبدالرحمن</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:14px;">روى الإمام أحمد والبخاري والنسائي، عن عبدالله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بعث خالد بن الوليد إلى بنى جَذِيمَةَ، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يعرفوا ما هو<span style="line-height: 1.6;"> الإسلام، والذي ظهر جليا في قولهم: "صبأنا صبأنا"، وهم يقصدون إشهار إسلامهم، فلم يفهم خالد، </span></span><span style="font-size: 14px; line-height: 22.3999996185303px;">فجعل </span><span style="font-size:14px;"><span style="line-height: 1.6;">يقتل منهم ويأسر، وتابع ابن عمر: "ودفع خالد إلى كل رجل منا أسيره، حتى إذا كان يومٌ، أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره"، وقال ابن عمر لخالد: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتلُ أحد من أصحابي أسيَره، فأما بنو سليم فقتلوا من كان في أيديهم، وأما المهاجرون والأنصار فأرسلوا أَسراهم</span><span dir="LTR" style="line-height: 1.6;">.</span></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:14px;">قال ابن عمر: فلما قدمنا على رسول الله، ذكرنا ذلك له، فرفع يديه وقال: (اللهم إنى أبرأ إليك مما صنع خالد)<span dir="LTR">.</span></span></p><p dir="RTL" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;"><span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt"><o:p><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/سب الصحابة0 (1).jpg" /></o:p></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">بعد أن قابل عبدالرحمن بن عوف، خالد بن الوليد، عاب عليه ما صنع، وقال: "يا خالد أخذت بأمر الجاهلية في الإسلام، قتلتهم بعمك الفاكه بن المغيرة"، وأعانه عمر بن الخطاب على خالد، فقال خالد: "أخذتهم بقتل أبيك"، فقال عبدالرحمن: "ويحك يا خالد أكنت تقتل قوما مسلمين بأبي في الجاهلية؟ واحتدم الكلام بينهما حتى سب خالد عبدالرحمن"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">تحذير النبي</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وكان ذلك أول سب لصحابي، فقال النبي: "يا خالد ذر لي أصحابي، لو كان لك -مثل جبل- أُحد ذهبا، تنفقه قيراطًا قيراطًا في سبيل الله، لم تدرك غدوة أو روحةً من غدوات أو روحات عبدالرحمن"، واحتدم الخلاف بينهما مرة ثانية فسب خالد عبدالرحمن، فقال رسول الله: "لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">السب القانوني</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">بعد واقعة خالد وتحذير النبي، لم يسبّ أي شخص من الصحابة أو التابعين صحابيا، إلا ما كان من تكفير الخوارج لهم، لكن السب أصبح القانون الملكي، فبعد اشتداد الخلاف بين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنهم، بدأت حرب إعلامية بين علي ومعاوية، كان آخر نتائجها إصدار معاوية أوامر بسب علي وذريته على المنابر في كل جمعة. </p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">معايرة علي</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">كان علي يعاير معاوية في مراسلاته بأنه قتل جده وأخاه وخاله يوم بدر، فقد ذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة رسالتين من علي لمعاوية، أولهما قال فيها: "أنا أبو حسن قاتل جدك وأخيك وخالك شدخا يوم بدر، وذلك السيف معي، وبذلك القلب ألقى عدوي<span dir="LTR">"</span>.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">أما الرسالة الثانية، فكتب فيها: "قد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك، وما هي من الظالمين ببعيد"، وكان علي يرى أن معاوية أقل من الوقوف أمامه، فقالها صراحة "هان الزمان حتى يقال: علي ومعاوية"، وتوقفت المعركة الإعلامية بين الطرفين وبدأت المعركة الحربية<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><br /><span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/سب الصحابة0 (3).jpg" /></span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">اللعن على المنابر</span></p><p dir="RTL">استمر معاوية في رفض البيعة لعلي، وخاضا معركة صفين، وحكما كتاب الله، وفيها حدث ما حدث بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري، وبقي الوضع متأزما. فبدأ معاوية حربا إعلامية لمحو ذكر علي وأبنائه من ذاكرة المسلمين، فأمر بأن يسبوه على المنابر في كل صلاة، إلا أن بعض الصحابة رفضوا ذلك، فقد سئل سعد بن أبي وقاص يوما: "ما منعك أن تسب أبا تراب"، وأبو تراب كنية علي بن أبي طالب، فقال سعد: "أما ما ذكرت: ثلاثا قالهن له رسول الله، فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم"، ثم عدد مناقب علي في فتح خيبر وتبوك والمباهلة، كما روى مسلم في صحيحه<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">وأضاف المسعودي في مروج الذهب: "ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته، أي معاوية، إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">وقال ابن حجر في فتح الباري: "ثم اشتد الخطب فتنقصوه، أي علي، واتخذوا لعنه على المنابر سنة، ووافقتهم الخوارج على بغضه"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">أما الأميني في "الغدير"، فقد نقل عن الزمخشري قوله في "ربيع الأبرار": "كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنه لهم معاوية في ذلك"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;"><span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/سب الصحابة0 (2).jpg" /></span></p><p dir="RTL" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;"><span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt"><o:p></o:p></span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">عمر بن عبدالعزيز يبطل السب</span></p><p dir="RTL">ظل السب حتى حكم الخليفة عمر بن عبدالعزيز، حيث سأله شيخه: "يا بني، أنت اللاعن عليا اليوم؟"، فقال: "نعم"، قال: "فمتى علمت أن الله سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم؟"، فرد عمر: "يا أبت، وهل كان علي من أهل بدر؟"، فزجره وقال: "ويحك! وهل كانت بدر كلها إلا له"<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL">فذهب إلى أبيه وسأله عن لعن علي، فقال: "لو علم أهل الشام وغيرهم من فضل هذا الرجل ما يعلمه أبوك لم يتبعنا منهم أحد"، فلما تولى عمر الخلافة ألغى السب واستبدل به آية "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون"، كما ذكر ابن أبي الحديد في نهج البلاغة<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;">الشيعة والسب</span></p><p dir="RTL">رغم أن سب الصحابة سنة أعلنها ورعاها ونشرها معاوية بن أبي سفيان، وهو العدو الأول لعلي بن أبى طالب، فإن غلاة الشيعة ممن اتخذوا عليا إماما لهم، عكفوا على سبّ الصحابة، سائرين على نهج خصم إمامهم، حيث يقول المجلسي فى "بحار الأنوار 30/ 399" الأخبار الدالة على كفر أبي بكر وعمر وأضرابهما وثواب لعنهم والبراءة منهم أكثر من أن يذكر في هذا المجلد أو في مجلدات شتى، وفيما أوردناه كفاية لمن أراد الله هدايته إلى الصراط المستقيم".</p><p dir="RTL">واستمر غلاة الشيعة فترات طويلة في سب الصحابة، وخاصة أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، في كتبهم ومجالسهم، وإن كان علماؤهم ينكرون عليهم السب، ويعلنون أنهم غير راضين عنه، وكان آخر من أفتى بتحريمه، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في أكتوبر 2010م، فأصدر فتوى حرّم بموجبها الإساءة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، أو النيل من الرموز الإسلامية لأهل السنة والجماعة<span dir="LTR">.</span></p><p dir="RTL" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify;"><span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt"><o:p><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/cms-image-000166358.jpg" /></o:p></span></p>