التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 10:22 ص , بتوقيت القاهرة

أول حوار مع سائق تاكسي المطرية المحترق

محفوظ محمد عبدالله، سائق تاكسي من منطقة المطرية، 35 عاما، متزوج ويعول طفلين، أحدهما قادم للحياة حديثا، عاد من عمله، وبعد أن ركن سيارته أمام منزل عمه بالشارع الرئيسي، والذي يبعد عن منزله عدة شوارع، تلقى اتصالا من عمه يخبره بضرورة نقل السيارة من مكانها، وذلك لشدة الاشتباكات بالشارع.


وخوفا من تعرضها للضرر، أسرع على الفور إلى مكان سيارته، ليجد الشارع مليئا بالغاز المسيل للدموع، والذي أدى إلى اختناقه، حيث لم يستطع تحريك سيارته، واصطحبه أصدقائه إلى أحد الشوارع الجانبية، ليستعيد وعيه بعدها.


ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فيبدأ محفوظ باستعادة وعيه ليخبره أحد الشباب بأن سيارته الذي تركها منذ 10 دقائق قد نشبت فيها النيران، لينزل الخبر عليه كالصاعقة، ويتوجه مسرعا إليها، ليجد ما لم يحب أن يراه، فأصابته حالة من الجنون.


ونشر "دوت مصر" أول فيديو يوضح حسرته على سيارته، كما تناولت وسائل الإعلام صور محفوظ أثناء بكائه وصدمته، وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوره وهو يشاهد التاكسي يلتهمه النيران.



وجاء قرار رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بتعويض محفوظ بسيارة أخرى، استجابة لنداء برنامج "اصحى للدنيا" على راديو مصر، ليطيب جراح محفوظ وعائلته.



والتقى "دوت مصر"، محفوظ عبدالله للاستفسار عن تحقيق محلب لوعده معه، وكيف استقبل هذا الخبر؟


حيث بدأ محفوظ كلامه، قائلا: "قدر الله وما شاء فعل، لا أعلم كيف حدث ذلك، لأنني حين حضرت إلى هنا، كان الهواء كله مملوءا بالغاز، ولا أريد أن أتهم أحد ظلما"، مضيفا أنه تلقى مكالمات لا حصر لها من فاعلي خير يريدون مساعدته، ومن داخل الحكومة، قائلا: "أتصل بي مأمور قسم المطرية ليخبرني بأن المهندس إبراهيم محلب يريد مقابلتي، ثم اصطحبني رئيس عمليات منطقة المطرية إلى مجلس الوزراء".



وأضاف محفوظ في حواره مع "دوت مصر": "قابلت المهندس محلب، أمس، بمكتبه في مجلس الوزراء، وطمأنني قائلا: لا تقلق، استبشر خير، وإن شاء الله هنعوضك عن التاكسي، وتم إعطائي ميعادا اليوم بمجلس الوزراء الساعة الثالثة عصرا، ثم تلقيت هاتفا آخر ليخبرني بأنه تم تأجيل الميعاد إلى الخامسة عصر اليوم".



وتابع: "لو رأيت من قام بحرق سيارتي سأحرقه، لأن التاكسي مصدر أكل عيشي أنا وأسرتى، وليست سيارة ملاكي يمكنني الاستغناء عنها"، مختتما حديثه، داعيا الله باستقرار الأوضاع في البلاد، قائلا: "ربنا هو الأعلم بالغلابة".