رغم أنه لم يتقلد أي أنواط أو نياشين عسكرية، أو يلتحق بأي برنامج عسكري، ولم تطأ قدماه أي كلية عسكرية، فإن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أصبح على قمة هرم القيادة في أقوى جيش خليجي، بعد أن تولى منصب وزير الدفاع خلفا لوالده الذي بات عاهلا للمملكة العربية السعودية، عقب وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.

ولد وزير الدفاع الجديد للمملكة الأمير محمد بن سلمان، في عام 1980، وتلقى تعليمه في مدارس الرياض، حتى حصل على بكالوريوس في القانون من جامعة الملك سعود في الرياض، ونال المرتبة الثانية على دفعته في كلية القانون والعلوم السياسية.

مارس بن سلمان العمل الحر، وأسس بعض الشركات الخاصة، كما نشط في مجال العمل الخيري وأسس مؤسسة خيرية تحمل اسمه، وهي مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الخيرية "مسك الخيرية"، وهي تهدف إلى دعم تطوير المشاريع الناشئة والتشجيع على الإبداع في المجتمع السعودي، من خلال تمكين الشباب السعودي وتعزيز تقدمهم في ميادين العمل والثقافة والأدب والقطاعات الاجتماعية والتقنية.

كما عمل مستشارا متفرغا بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي من 2007 حتى 2009، انتقل بعدها من هيئة الخبراء ليكون مستشارا خاصا لأمير منطقة الرياض حتى 2013، وعمل كذلك أمينا عاما لمركز الرياض للتنافسية، إلى جانب عمله في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.

وبعد ذلك عُين الأمير الشاب مستشارا خاصا لوالده سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان وليا للعهد، حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيسا لديوان ولي العهد في بداية شهر مارس/ آذار من 2013.

وفي شهر يوليو/ تموز من عام 2013، صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفا عاما على مكتب وزير الدفاع، إضافة إلى عمله، وفي شهر أبريل/ نيسان من عام 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيرا للدولة في مجلس الوزراء، قبل أن يصدر أول الأوامر الملكية للعاهل السعودي الجديد بتعيينه وزيرا للدفاع ورئيسا للديوان الملكي.

ويرى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في الرياض، الدكتور أنور ماجد عشقي، أن اختيار الأمير محمد بن سلمان لمنصب وزير الدفاع وهو ليس له أي خبرة عسكرية، أمر يشير بوضوح إلى مرونة الحكم المدني في السعودية، مشددا في حديث مع "دوت مصر" من الرياض، على أن المملكة ليس بها حساسيات من تقلد مدني منصب وزير الدفاع.

وأوضح عشقي أن تقلد مدني وزارة الدفاع السعودية ليس بجديد، إذ شغل منصب وزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز وهو كان مدنيا أيضا، لافتا إلى أن البذلة العسكرية ليست ضرورية لشغل منصب وزارة الدفاع، إنما هناك أمور أخرى مثل الانضباط والإدارة الإستراتيجية والكفاءة والفاعلية، وكلها أمور تنطبق على وزير الدفاع الجديد، على حد قوله.

ونوه عشقي بأن أعرق الدول الديمقراطية تعين وزراء دفاع مدنيين، كما في الولايات المتحدة، موضحا أنه "في النهاية منصب وزير الدفاع يعد منصبا سياسيا وإداريا، أما الامور الفنية الأخرى فيضطلع بها العسكريون".