هل تصبح وزارة الدفاع صورة جديدة للتقارب المصري السعودي؟
شهدت العلاقات المصرية السعودية تصاعدا في الفترة ما بعد 30 يونيو 2013، بعد مرحلة ركود برزت عقرب الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتفاقمت بعد وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم في مصر، وشارك في هذا التصاعد تحركات الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي، الذي تولى منصب وزير الدفاع قبل الترقي إلى كرسي الرئاسة.
اليوم، وعقب تلقي الملك سالمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، تطرح الخلفية العسكرية لكلا الزعيمين نفسه لمحرك رئيس للعلاقات بين البلدين، وكيف تؤثر المناصب السابقة في استراتيجيات الحكم لكليهما في المرحلة المقبلة؟
الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم، أكد في تصريح خاص لـ"دوت مصر" أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز حينما اختار الأمير سلمان ليكون وزيرا للدفاع خلفا لأخيه الأمير سلطان، تم ذلك على أساس المواصفات التي يتسم بها من حيث التكوين النفسي والحنكة والهدوء في اتخاذ القرارات بلا تسرع، الأمر الذي بدا جليا أثناء توليه إمارة العاصمة، الرياض.
ورغم أن الملك سلمان لم يكن يمتلك خلفية عسكرية إلا أنه كان يتخذ منهجا يتسم بالتكتيك والانفتاح على الآخر بشكل ساهم في إكسابه خبرات من نوع خاص، سواء في الدفاع عن حدود البلاد أو وأد أي تنظيم إرهابي في الداخل، بحسب الخبير الاستراتيجي.
وتابع مسلم، نظرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يمتلك خبرة عسكرية، كما كان في مطبخ العمليات ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، فلا بد أن خبراته اختلفت إلى حد كبير عن نظيره السعودي، لكن رغم أن المملكة العربية السعودية لم تقم بها ثورة فإنها اتخذت جميع الإجراءات والقرارات لغلق الأبواب أمام الفتن داخل البلاد، والتصدي للإرهاب دوليا.
من جانبه، أكد مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، اللواء جمال مظلوم، أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حينما تقلد منصب وزير دفاع اتسمت سياسته بحكمة وسعة الأفق في تطبيق المنهج الذي وضعه سلفه الملك عبدالله، مشددا على أن سيكمل مسيرة العاهل السعودي الراحل من خلال مركز الحوار أو مكافحة الإرهاب داخل أو خارج المملكة.
أضاف أن سياسة الملك سلمان في مكافحة الإرهاب بجميع صوره تتفق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع اختلاف في وضع الخطط والاستراتيجيات نظرا لاختلاف الظروف بين البلدين، ففي السعودية تعد العمليات الإرهابية محدودة إلى حد ما وتركزت أخيرا في منطقة الأحساء نظرا لوجود الجماعت الشيعية التي تغذيها إيران، على حد قوله.
ويختلف الوضع في مصر، من وجهة نظر اللواء مظلوم، نظرا لتغلغل جماعة الإخوان في مؤسسات الدولة، واستهداف مصر من جانب تنظيم إرهابي كبير مقسم لفرق تعمل على استقطاب الشباب.