التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:54 م , بتوقيت القاهرة

"كعكة اليمن" بين 5 أفواه.. ولا نصيب للثوار

<p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، جماعة أنصار الله "الحوثيين"، تنظيم القاعدة والفصائل المتشددة، حزب التجمع اليمني للإصلاح (التابع لجماعة الإخوان)، الرئيس السابق علي عبدالله صالح.. 5 أطراف تتصارع على "كعكة اليمن"، رغم مشاركتهم فيما أطلق عليه مؤتمر الحوار الوطني، واحتفالهم رسميا باختتامه في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ولا عزاء للثوار.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">حظ الشباب اليمني الثائر لم يكن أوفر من نظرائه في دول "الربيع العربي"، وكما استغلت أطراف سياسية ودينية حركة التغيير في تلك البلاد، لتحقيق مصالحها الخاصة في الهيمنة على السلطة، تتصارع هذه الأطراف الـ5 في اليمن منذ الإطاحة بنظام علي عبدالله صالح، وانتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا في فبراير 2012، لذات المقصد.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>الرئيس اليمني</strong></span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">تسلم هادي، المدعوم من الولايات المتحدة، السلطة، خلفا لصالح عبر انتخابات رئاسية مبكرة، ليكون الأول مرشح التوافق الوطني، إلا أنه بات غير قادر سوى على خوض حوارات مع زعيم "الحوثيين"، عبد الملك الحوثي، في صعدة (معقل الجماعة)، لا تحقق أكثر من استنزاف ما تبقى من هيبة الدولة، التي بدت وكأنها عاجزة عن القيام بشيء غير إرسال المفاوضين إلى صعدة لمحاورة زعيم مليشيا مسلحة لإقناعه بخيارات أخرى غير اقتحام العاصمة بالقوة، وحتى الآن أبدى الحوثي تعنتا ورفضا لجميع الحلول المعروضة من الدولة.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;"><strong>جماعة الحوثي</strong></span></span></p><p><span style="font-size:20px;"><img alt="عبدالملك الحوثي" src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي.jpg" style="line-height: 20.7999992370605px; text-align: justify; height: 225px; width: 225px; float: left;" /></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">لم تكن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، حتى اندلاع الثورة اليمنية مطلع 2011، سوى حركة صغيرة، تتخذ من مناطق محددة بمحافظة صعدة الشمالية مقرا لأنشطتها الاستنهاضية للمذهب الزيدي الشيعي، وبعد أن كانت تشكو ظلم وجبروت دولة تسعى لسحق أقلية مذهبية في أطراف البلاد، باتت جماعة أنصار الله، بزعامة عبدالملك الحوثي، قوة عسكرية ضاربة، تمكنت من السيطرة على مناطق شاسعة في شمال البلاد أواخر 2014، بما فيها العاصمة صنعاء، وتحكم بقوة السلاح تلك المناطق فارضة شعاراتها وأجندتها وكأنها دولة داخل الدولة<span dir="LTR">.</span></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وفي إطار سعيها للضغط على الحكومة اليمنية، لتغيير مشروع الدستور، خصوصا أنها تعارض بشدة تقسيم البلاد في نظام اتحادي إلى 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب، أعلن مسلحو الجماعة، السبت الماضي، مسؤوليتهم عن خطف مدير مكتب الرئاسة، أحمد بن مبارك، قبل أن يسيطروا أمس، الثلاثاء، على القصر الرئاسي، ويهاجموا منزل الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في صنعاء، في تصعيد شجبه مجلس الأمن الدولي.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><strong><span style="color:#FF0000;">تنظيم القاعدة</span><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/عناصر من تنظيم القاعدة باليمن.jpg" style="height: 150px; width: 200px; float: left;" /></strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وفيما بات الصراع المحتدم على النفوذ بين القوى المذهبية والقبلية في شمال البلاد ينذر بمخاطر حقيقية، على حد ما يراه أكثر المراقبين السياسيين، تنامت هجمات جماعة أنصار الشريعة، التابعة لتنظيم القاعدة، في جنوب البلاد، وسط تصاعد أنشطة الفصائل المتشددة في الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وأعلنت هذه الجماعة مسؤوليتها، قبل أيام، عن هجمات صحيفة "شارلي إبدو" في باريس، التي خلفت 12 قتيلا.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><strong><span style="color:#FF0000;">حزب الإصلاح</span><img alt="علي محسن الأحمر" src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/علي محسن الأحمر.jpg" style="height: 200px; width: 200px; float: left;" /></strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">ويعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، والمقرب من السعودية، أحد أقوى أطراف الصراع، وهو حزب سياسي أقرب إلى الائتلاف، تأسس في اليمن عام 1990 على يد عبدالله بن حسين الأحمر، وعلي محسن الأحمر، وعبد المجيد الزنداني، ومحمد بن عبدالله اليدومي، ومن أهدافه الرسمية المعلنة أن يكون الحكم "إسلاميا" يرعى "مقاصد الدين"، ويحافظ على النظام الجمهوري "الشورى"، ويسعى لتبنّي اليمن سياسة خارجية مستقلة، مع حرصه على "تمتين العلاقات مع دول الجوار والسعي إلى تحقيق الوحدة العربية والإسلامية الشاملة".</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">ورغم تصنيفه بأنه الفرع اليمني لجماعة لإخوان المسلمين، فإنه في الحقيقة خيمة كبيرة تشمل الإخوان، والحركة الوهابية، إلى جانب مصالح قبلية وتجارية وعسكرية مختلفة، وهو على خلاف مع الحوثيين.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;"><strong><span style="color:#FF0000;">عبدالله صالح</span><img alt="علي عبدالله صالح" src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/الرئيس اليمني السابق عبدالله صالح.jpg" style="height: 200px; width: 200px; float: left;" /></strong></span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">يبدو المستفيد الأول من هذا الصراع الدائر حاليا في اليمن هو الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، الذي بات لا يستطيع أن يحيا بعيدا عن القصر الرئاسي الذي قضى فيه 34 عاما، هي نصف عمره، بعد أن قضى نصفه الآخر يحاول الوصول إليه.</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify;"><span style="font-size:20px;">وبعد غياب عن الأضواء دام عامين منذ الإطاحة بنظامه، عاد صالح ليقلب الطاولة على جميع أصدقاء الأمس الذين أخرجوه من السلطة، إذ يتهم بدعم الحوثيين للسيطرة على صنعاء، أو على الأقل غضّ الطرف عن تحركاتهم، إلى جانب قوته المتمثلة في آلاف المسلحين من حلفائه القبليين، أو أنصاره داخل الجيش.</span></p>