بعد سقوط 50 قتيلا.. الوسط العربي ينتفض في إسرائيل
يشهد الوسط العربي داخل إسرائيل حالة من التوتر والغضب، في ظل تسارع وتيرة اعتداءات شرطة الاحتلال على الداخل الفلسطيني، خلال السنوات الأخيرة وسقوط الضحية رقم 50 منذ عام 2000، ودخول قرى وبلدات النقب المحتل والسلطات المحلية العربية في مختلف أنحاء الداخل، في إضراب عام احتجاجا على هذه الممارسات، حيث جاء ذلك بعد أقل من شهرين من إعدام خير حمدان من كفر "كنا".
يأتي ذلك عقب مقتل الشاب سامي الزيادنة اختناقا بالغاز المسيل للدموع، أمس الأحد، خلال اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على مسيرة تشييع جثمان سامي الجعار في مدينة "رهط"، داخل أراضي عام 1948، الذي لقى مصرعه برصاص الاحتلال الأربعاء الماضي، حيث اندلعت الاشتباكات عندما وصلت قوة كبيرة من الشرطة الإسرائيلية إلى منطقة المقبرة بشكل استفزازي، قبل دفن الجعار، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بشكل كثيف صوب المشيعين، ما أدى إلى مصرع الشاب الزيادنة، وإصابة عدد كبير من المشيعين بحالات اختناق وإصابات بالغة.
ودعت بلدية رهط ولجنة التوجيه العليا لعرب النقب إلى إضراب عام، اليوم الإثنين، وإضراب عام في أراضي الـ48 غدا الثلاثاء، إضافة لمظاهرة حاشدة في المدينة. كما أعلنت الحركات الشبابية الفلسطينية في أراضي الـ48، عن سلسلة تظاهرات في القرى والبلدات الفلسطينية، تنديدا بقتل الزيادنة، واصفة الاعتداء على المشيعين بأنه "إرهاب الدولة الذي فرضته أذرع الشرطة الإسرائيلية على مدينة رهط، بدءا باغتيال سامي الجعار، ثم أردفت ذلك بافتعال حدث جديد لفض الجنازة المهيبة".
وعلى مستوى الجامعات، تظاهر العشرات من الطلاب العرب في جامعة بئر السبع، اليوم الإثنين، على مدخل الجامعة تنديدا بقتل سامي الزيادنة وسامي الجعار على يد قوات الشرطة الإسرائيلية. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وصور الشابين، بالإضافة إلى العديد من الشعارات المكتوبة، التي تندد بقتلهما وتعتبر الشرطة الإسرائيلية شرطة عنصرية، بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات في مواقع طمرة، والجامعة العبرية في القدس، وجامعة حيفا، ومدينة شفا عمرو، والناصرة، وحيفا، وأم الفحم، وعرابة، وقرية مجد الكروم، وقرية الرينة، وفي جامعة تل أبيب غدا الثلاثاء.
وفي مدينة أم الفحم، أهابت اللجنة الشعبية بأهل المدينة بالمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، في السادسة مساء اليوم الإثنين، من مدخل السوق وسط المدينة، وقالت، "استمرارا لسياسة القتل الهمجية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، قامت الشرطة الإسرائيلية بارتكاب جريمة قتل جديدة في مدينة رهط الصمود، ولم تكتف بذلك فقامت باستفزاز عشرات الآلاف الذين حضروا لتشييع جثمان الجعار، وتعمدت الهجوم بقنابل الغاز على آلاف المشيعين، الذين لم يطأطؤوا رؤوسهم، وتصدوا لهذا العدوان الإجرامي الغاشم، الأمر الذي تسبب بمقتل شخص آخر وهو سامي الزيادنة".
ودعت لجان الحماية الشعبية والحركة الوطنية في قرية مجد الكروم لتظاهرات مساء اليوم، أما الأحزاب العربية في الداخل، فقد دعت للإضراب العام، ووصفت تعامل شرطة الاحتلال تجاه العرب في الداخل بالعنصري والمستهتر والمستفز.
وقال النائب العربي بالكنيست، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة النائب محمد بركة، "إنه في السنوات الـ14 الأخيرة سقط برصاص الشرطة والأجهزة الأمنية ما يقارب 50 شابا عربيا في ظروف مختلفة، ولكن الرابط الوحيد بينها، هو سهولة الضغط على الزناد، طالما أن الضحية عربي".
من جانبه، دعا النائب في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة إلى إعلان الإضراب العام في كافة التجمعات السكانية العربية بالبلاد، احتجاجا على قتل المواطنين الزيادنة والجعار في مدينة رهط، وذكر، "نحن مطالبون بردة فعل حازمة في مواجهة قتل مواطنين عرب بيد الشرطة، الشرطة تقتل ولا أحد يحاسبها، وتبقى الجريمة بلا عقاب، وغياب العقاب يشجع أفراد الشرطة على قتل العرب، وعليهم أن يدركوا أن دمنا ليس هدرا، وسنضرب ونتظاهر وحتى نغلق شوارع، لتصل رسالة واضحة بأن الجليل والمثلث والنقب وحدة واحدة، ضد ما تقوم به الشرطة من قتل ومن تغطية على القتلة".
من جهتها، طالبت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان بتحقيق نزيه ومحايد في جريمتي اغتيال الجعار والزيادنة، وبعدم الاكتفاء بالتحقيقات التي ينفذها قسم التحقيقات في الشرطة، واعتبرت المؤسسة ما جرى استمرارا للثقافة السائدة، والتي "ما زالت تتعامل مع العرب كأعداء للدولة، لا كمواطنين يحق لهم الحياة بأمن وأمان".
ويشكل السكان العرب الفلسطينيون فى دولة الاحتلال ما نسبته 20% من تعداد السكان، البالغ 8 ملايين نسمة، يتوزعون على مساحات جغرافية فى مدن وبلدات شمال فلسطين المحتلة، أهمها مدن المثلث التي تتكون من 6 مدن وهى أم الفحم، الطيبة، الطيرة، قلنسوة، كفر قاسم، باقة الغربية و21 قرية. وفى الوسط في مدن يافا واللد والرملة، وفي الجنوب المحتل حيث تقع مدينة بئر السبع ورهط المحتلتين.